طوفان الأقصى
زينب بنت حمد الراشدية
بِكُل القلوب الحزينة على غزة وأهلها؛ أطفالها ونسائها، رِجالها وشيوخها، بيوتها ومساجِدها ومستشفياتها ومدارِسها تصرخ من ألم الصواريخ، وفي الجانب الآخر حناجر تُنادي هل أحد لا زال على قيد الحياة، ودموع تُذرف على دم الشُهداء؛ فهُناك من كانوا أشلاء وبعضهم الآخر مجهولي الهوية من قوة القصف؛ فيا رب كُن لهُم عونًا ونصيرا، واجعل بعد صبرهُم نصرًا وفتحًا مُبينا.
نحنُ العرب والأمة الإسلامية، وفلسطين هي قضيتنا، نعم نتألم على ما نراه من قتل وقصف وتدمير وانتهاكات وسلب الحُرية وكُل سُبل الحياة، وكُل ما نراه من مجازر مؤلمة؛ فالشُهداء بالآلاف، عوائل تُدفن على كفن وقبر واحد، وأسماء توضع على الأجساد احترازًا لما سيحدث! فكُل ألفاظ الوداعِ مُرة، حتى الحِبر لم يعُد يُنقِذنا من تِلك الفواجع التي تحصل في قلبِ غزة حتى أصبحت ملامِحها تتلاشى، وهُم على “لا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبُنا الله ونِعم الوكيل” قد تثبتوا، فلا وقت للبُكاء الآن، سنبكي على شُهدائنا بعد النصر، وأهل غرة يساند بعضهم بعضا ليجتازوا كُل ما حدث وسيحدُث، فهم لا يستسلمون للعدو الصهيوني المُحتل الغاصب، فهم هؤلاء الرِجال ومن غيرهُم أكلتهم الذئاب وسط الحياة الفارهة دونَ تحريكَ أي ساكِن.
نأسف على أنفسنا من قلة حيلتِنا كشعوب دونَ دول، لم أكتب هكذا مقال منذُ بدء طوفان الأقصى! فقط كنت أبعث بنصوص قصيرة لعلها تصل لأبعد شخص في هذا العالم ويرى ما يجري في غزة، لكن العالم في هدوء وهم نيام! يتحدثونَ كثيرًا لكن الأفعال لا تُذكر ولا تُرى إن كان شيئا جرى وغيرَ ساكِن مما يحدُث في غزة! الأوضاع باتت على ما هي عليه، حقًا كُنا مُتأملين بالنصر القريب بفضل الدول العربية وتحرُكاتها؛ لكن لم نجد سوى أهل غزة صامدون على أرضهم وهم يُرددون”لن نرحل وسنخرُج من غزة إلى الجنة”، والمقاومة لا زالت على وعدها بالفجر القريب؛ فأهل غزة هُم من طبقو معنى الإسلام والجِهاد فهؤلاء مسلمين محاربين مُجاهدين مقاومين مناضلين لأجل غزة ودين الله، وهذا أقل ما أُعبر بِه بِقلمي الممُتلئ بِالخيال وعلى أمل الغد ستُحرر فلسطين بحول الله تعالى وعزته.