يا تاجر الحرب
شعر : محمد السيد توفيق
لن يجديَ القول إن جفَّتْ مآقينا
ما قيمةُ الدمع عند الخطب يضنينا ؟
ما قيمة الدمع إن ماتت ضمائركم
وضاقت الأرض من هول يبارينا ؟
من يسكبِ الماء فوق الأرض يزرعُها
فسوف يملؤها زهرًا رياحينا
من فجَّر الدمَّ من أشلاء تربتها
فلن يكون له بُرًّا ويقطينا
يا سافك الدم في بدوٍ وحاضرةٍ
أضعت مقصد خلق الله بارينا
يا تاجر الحرب أوقف فكرة الخبلِ
إن الجنون بلاءٌ من مآسينا
يا تاجر الحرب إن الحرب مفسدةٌ
فافهم إذا كنت ذا عقلٍ يدانينا
ماذا جنيت طوال العمر من سفهٍ
يا أجهل الناس ذاك الحمق يكفينا
ولو أقمت دهورًا بين أظهرنا
فلن تكون محالًا من معانينا
أنت الدخيل الذي يغتال فرحتنا
ويصنع الموت مختالًا ليثنينا
أنت البليد الذي ما جاء مبتسما
إلا ليسقيَنا كأسًا ستؤذينا
إن القلوب مدى الأزمانِ ترفضكم
وتعشق الرمل من وادٍ إلى سينا
إن القلوب التي تنفك تكرهكم
تُقبِّلُ الصخر في أقصى فلسطينا