لكِ أيتها المصونة
أحمد بن خلفان الزعابي
zaabi2006@hotmail.com
يأتي تاريخ ال السابع عشر من شهر أكتوبر كأحد المناسبات الوطنية التي تحتفل خلالها بلادنا بمناسبة يوم المرأة العُمانية، ليجسد بذلك رسالة شكرٍ وامتنان لكل إمرأة عُمانية تقديراً وعرفاناً لِما قامت به من أدوار وإسهاماتٍ جليلة وفاعلة، ساهمت في نهضة البلاد على كافة الأصعدة، ولكِ أيتها المصونة خُصّص هذا اليوم.
لقد كان لماجدات عُمان أدواراً فاعلة منذ عهد أسلافنا الأماجد، ولقد سجَّل التاريخ العديد من المساهمات في مختلف الميادين، فقد كانت المرأة العُمانية عالمة وأديبة وشاعرة وطبيبة، ولقد دوّن تاريخنا المُشرّف سِيَر الكثيرات من نِساء عُماننا اللواتي كانت لهن إسهامات جليلة في سالف الأزمان، كالشعثاء بنت الإمام جابر، وهند بنت المهلب والعالمة الضريرة عائشة الريامية، والسيدة موزة بنت الإمام أحمد بن سعيد، والشمساء الخليلية، وغيرهن الكثيرات ممن أسهمن في تاريخ وأمجاد البلاد عبر مختلف الحقب التاريخية.
ومع انطلاق نهضة عُمان الحديثة على يد المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، في 23 يوليو من العام 1970 كان للمرأة العُمانية إسهامات كبيرة في البناء بعد أن انخرطت في مسيرة التعليم المدرسيّ، ثم الجامعيّ، الأمر الذي كان له الأثر الأكبر في قيامها بإسهاماتٍ جليلة على مختلف الأصعدة التربوية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والصحية والإدارية والرياضية، وهذا ما سار عليه مجدد نهضة البلاد وسلطانها المفدى حضرت صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم يحفظه الله ويرعاه بما أولاه من اهتمام ورعاية سامية للمرأة العمانية، والتي شغلت العديد من المناصب القيادية العليا والإشرافية بمختلف مؤسسات الدولة، ولقد حققت بنات عُمان العديد من الإنجازات على الصعيد المحلي والدولي وفي مختلف المجالات، وأبرزها مؤخراً في المجال الثقافي والأدبي ومجال العلوم.
ويبقى الدور الأبرز للمرأة بالإضافة إلى عملها جبناً إلى جنب مع شقيقها الرجل هو أنها أنثى، فهي الأمّ الحنون، وهي مربية الأجيال وبانية الأسر والعائلات، وهي التي نعود إليها جميعاً لتحتضننا كأمٍّ تروينا بحنانها وتغرس في نفوسنا حبّ ربنا تبارك وتعالى، وحب سلطاننا ووطننا الغالي سلطنة عُمان، فالأمّ هي الجامعة الكبيرة التي تربّى على يدها الطبيب والطبيبة، المعلم والمعلمة، المهندس والمهندسة، وكان لسعيها الأثر الأكبر في تربية أجيال من أبناء وبنات عُمان المخلصين، فمهما كتبنا لن نوفّيها حقها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، من أحقّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك”.
ولقد شاركت المرأة في مسيرة البناء ومارست كافة حقوقها التي كفلتها لها القوانين العمانية، فنجدها في منصب الوزيرة والوكيلة والسفيرة لبلادها، والبرلمانية من خلال عضويات مجلسَي الشورى والدولة، وكذلك لها تمثيلٌ في عضوية المجالس البلدية وفي مختلف الوظائف المدنية والعسكرية ومهن القطاع الخاص، والتي لم تقتصر على الأعمال الإدارية، بل نجدها في مختلف القطاعات بما فيها قطاع الطاقة واللوجيستيات.
ويبقى السابع عشر من أكتوبر هو اليوم الذي تـبرز من خلاله أدوار نساء عُمان ومساهماتهن الجليلة في مسيرة بناء وطن وشعب يعتزّ ويُقدّر دور المرأة التي تـُكمّل أدوار الرجال، وتبقى العُمانية مصونة حيث كانت تؤدي دورها بكل فخرٍ واعتزاز، فتحية إجلال لكل نساء عُمان في يومهن السنوي في السابع عشر من أكتوبر.