ترنيمة العبور
د. أحمد محمد الشربيني
قصيدة وطنية بمناسبة ذكرى نصر أكتوبر العظيم تصور مشاعر الجندي الصائم أثناء عبور القناة.
******************
سأمضي في سبيل الله سيفًا
***لأحفظَ مصرَ أمجادي وَفِيَّا
وأغتنمُ العُلا رغمَ العوالي
*** وأفدي لو غَزَاني الكونُ رَمْيَّا
فكم أعْدَدْتُ للأوغادِ نَاري
***وكان النصرُ من ربّي سَميَّا!!
وكم أسرجتُ للأعداء ثَارِي
***فباتَ القَلبُ بي حِصنًا أَبِيا!!
سأسحق كل أعدائي لفيفًا
****وأعدو خَلفها أسدًا عَتِيّا
وأزرعُ نيلَ أجدادي جيوشًا
****فيجني شعبنا وطنًا قَويَّا
وأحفظُ ما يُصان وكم أُغَني
***وأرنو للذي أَحْمِي نَدِيَّا!!
أنا بالله من وكلتُ أمري
***فهاكَ القوسُ في زندي فَتِيَّا
أنا في الحَقِّ قد عاهدت ربي
***فَلَاحَ الخُلْدُ في عيني رَضِيَّا
فما دكُّ الحُصونِ بمُستحيلٍ
***ولا (بَرْلِيفه) عِبءٌ عَليَّا
وما بُوقُ الغُزاةِ بمستغيثٍ
***كَفَى باللهِ لي ربًّا وَليَّا
ولي روحٌ تدكُّ الطَّوْدَ دكًّا
***ولي عَلَمٌ غَدَا مِسْكًا حَفِيَّا
فلا تحفلْ إذا الأوغادُ حامتْ
***سيغدو صيدُها رُطبًا جَنِيا
ولا تيأسْ إذا الأفلامُ ناحتْ
***سيبدو زَيْفُها خَرَفًا غَبِيَّا
ولا تحزنْ إذا الأسوارُ شاهتْ
***فلي شُهبٌ رَمَتْ خَطًا شَقِيَّا
سأغْتَنِمُ الخُطى نحو الأعادي
***وأرنو للذي أرجو تَقيَّا
وأُلْهَمُ عزمَ ساداتٍ زعيمًا
***فتَلْثُم هامَ أهرامِي الثُّريَّا
سأغدو في سبيل الأرض طيرًا
***لأحفظ نِيلَ أجدادي نَقيَّا
سأغدو في سبيل العرض فُلْكًا
***لأجعل ثَغْر أوطاني عَصِيَّا
سأمضي في قَناةِ الحقِّ دومًا
***كفى بالحقِّ لي دربًا سَوِيَّا
أنا بالصومِ كم جَيَّشتُ دَمي
***ليلقى رملُنا مَهْرًا زَكِيَّا