مُعاناة
طيبة بنت سعيد المحرزية
خيالٌ يمحو أثر ما مضى، وسحابةٌ تقضي يومها في الحديث مع أخواتها وهي تضحك وتبتسم نحو شعاع الشمس، فترسل لي طيفها في السماء الزرقاء، وهي تتجول في السماء كأنني أرى إنها أُخبرت خبراً أفجعها، تغيّرت ملامح وجهها الأبيض إلى لونٍ رماديّ، وفجأةً اختفت تلك السحابة ولم أعد أراها، فقلت في نفسي: ماذا أفجع تلك السحابة؟ لكي تتحول إلى هذا اللون وتختفي، ولكن هل لي أن أعرف ذلك؟ فكلّ منّا يحمل الهموم والأحزان التي تكاد لا تنتهي على مرّ السنين، أو تختفي أو تنكمش، ولكن هل الدموع هي السبب؟ أم القصور في أداء ما يجب علينا؟ أم أن هناك أسباباً أٌخرى نجهلها نحن؟ فمنظر تلك السحابة يوحي أنها كانت سعيدة عندما كان لونها صافٍ أبيض، ولكن لم تستمر سعادتها إلا لبضع ساعات، حتى تحوّل لونها الجميل إلى لون رمادي أغبر قاتم، إنها تلك المعاناة التي نتجرّعها ونخفيها حتى تفيض من عيوننا على شكلِ دموع، وقلوبنا تتفطّر من هول الكلمات التي تسقط عليها كرماحٍ مُحدثةً قشعريرة تٌحدث ضجيجاً لا يعلمه إلا الله وحده، فجأة كان العالم في سُباتٍ عميق بعدما استيقظوا وجدوا المنقذ الحقيقي، ومفرج أحزانهم وكروبهم، إنه ربهم الذي خلقهم وصوّرهم في أحسن صورة، وكِتاب الله القرأن الكريم منقذ البشرية ومُخرج الناس من الضلالة إلى النور.