2024
Adsense
مقالات صحفية

المستقبل في الأخلاق 

ناصر بن خميس الربيعي

المعرفة – اليوم في عالمٍ تحتضنه التقنية – أصبحت متاحةً لكافة الناس بمختلف أجناسهم، فصار لِزاماً علينا التعامل معها حبّاً أو بغضاً، وهي عامة لم تعد من وجهة نظري تشكل ذلك الفارق بين البشر ، فقد أصبحوا متساويين في الحضوض من المعرفة وكسبها بأبسط الوسائل، فالفارق – الحق- اليوم الأخلاق التي شحّت في نفوس البشر وصارت عملةً نادرةً إلا من رحم ربي.

         شعورٌ لا يفارق مخيلتي بعظمة الأمانة التي حملها الإنسان؛ ليتكفل بتربية النشء في زمننا الذي وَصَمَه التقدم التقني بِخِلال بعيدة عن قيمنا الإسلامية والإنسانية، وداخل هذا العالم الإفتراضي تُدهشني الأسرة التي استطاعت الإبحار بفلذات أكبادها في بحرٍ متلاطم الأمواج ؛ لتصل بهم إلى برّ الأمان قادرين على تحمل المسؤولية المُلقاة على كاهلهم لبناء الأوطان وعمارة الأرض.

      إن ما نعايشه من دعواتٍ إلى الرذيلة والانحلال في معظم دول العالم زاد مخاوفي وقض مضجعي، فكيف لنا النجاة؟ وقد اتخذوا من عالمنا الإفتراضي مطيةً تحقق أهدافهم وجنّدوا الإعلام المسموع والمرئي لتحقيق مآربهم.

     في كثير من الأحيان ينتابُني شعور غريب تجاه الأسر التي أهملت تربية أبنائها وتركتهم أرضاً خصبةً ليحرثها دُعاةُ الرذيلة فيزرعون فيها ما يشاؤون من المفاسد، فكان نتاجها مخجلاً؛ ليصير هذا الابن معول هدمٍ في بيئته ضارباً عرض الحائط بكل التعليمات والقوانين والعادات والقيم التي نشأ عليها أقرانه.

     وسرعان ما نراه بُوْقَاً ينادي إلى هدم كل القيم الإنسانية التي غُرِستْ في مجتمعه تحت شعاراتٍ رنانةٍ أوحى لها بها داعِمُوه من شياطين الإنس مُوفّرين له ما يلزمه من عتادٍ لتحقيق مأربهم.

   مع تنامي هذا الإتجاه الشيطاني سعى الكثير من المربين إلى حَجْبِ أبنائهم عن عالمنا الإفتراضي معتقدين أنهم على جادة الصواب؛ وليعلم هؤلاء أن الحل الوحيد لهذه الآفة تحصين أبناءنا وتربيتهم تربية إسلامية تحفظهم وتمنعهم من السير وراء كل غراب ناعق بما لا يعلم عُقباه من الشرور، سلمنا الله وإياكم من الوقوع في رذائل الأخلاق.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights