جواري ومهرجي وملاقيف الإنستغرام
د. طارق آل شيخان
بزغت عدة شخصيات بأسلوب معين واستخدمت منصة الإنستغرام، وسنستعرض بعض هذه الشخصيات، أولها “شخصية الجارية”، وهي شخصية نسائية لها حساب بهذه المنصة، وتبث محتواها ورسالتها للمتابعين معتمدة اعتمادا كليا على الظهور للجمهور بمظهر الجارية التي تستخدم كل ما هو محرم إظهاره، في سبيل زيادة رصيدها من المتابعين، فأي محتوى تبثه، سواء للدعاية أو للحديث عن مهرجان أو أثناء عطلتها وسيرها وتجولها وجلوسها بمطعم أو كافيه، فإنها تقوم ببث ذلك بمحتوى تافه وطريقة الجارية التي تستعرض كل ما لديها بسوق النخاسة أيام قريش، فتجد جارية الإنستغرام هذه ترمي ما يستر جسمها وما يغطي حياءها وما يحمي آداب الحديث واللغة، وما يمنع الغرائز الجنسية أثناء تصويرها مقاطعها، ولا تجدها مرة واحدة مطلقا تبث خلاف ذلك، فهي تؤمن أنها لو سترت جسمها وحياءها وحديثها بطريقة محافظة فلن تجد لها متابعين، لهذا فإن رسالتها ومقاطعها ترتكز حول كونها جارية بسوق النخاسة.
ثاني هذه الشخصيات هي شخصية “مهرج الإنستغرام”، وهي شخصية طبق الأصل من شخصية جارية الإنستغرام مع تغيير مقومات الأنوثة إلى “تهريج”، فكل ما ترتكز عليه هذه الشخصية هو “التهريج”، “تهريج” اللغة والحديث، و”تهريج” حركات الجسم، و”تهريج” المحتوى الإعلامي مع الصراخ غير المبرر تماما كما يفعل مهرج السيرك، وهو يؤمن بأنه إذا لم يستخدم طرق التهريج هذه فلن يجد له متابعين.
ثالث هذه الشخصيات “شخصية الملقوف”، ومصطلح “ملقوف” يعني بالعربية “متلقف الأخبار أو مختطف، بكسر الطاء، الأخبار والأنباء والمعلق عليها. وهذه الشخصية، وإن كانت لا تستخدم التهريج، إلا أنها لا تظهر إلا بعد وقوع الكارثة والمصيبة لا قبلها، لأنه لا يعرف معنى التنبؤ والتحذير من وقوع الكارثة بتاتا، فبعد وقوع الحادثة والمصيبة تصبح لدى هذا المهرج مادة يستطيع التعليق عليها وتمثيل نفسه على أنه المدافع والمحامي والمتحدث الشريف لضحايا الواقعة أو الكارثة استغلالا للوضع لزيادة متابعيه، تماما كما يقول أهلنا في مصر “جنازة وشبع فيها لطم”، لهذا عليك عزيزي القارئ عند مشاهدتك هؤلاء أن تعرف كيف تصنف كل واحد منهم.