الحاضرة الرستاقية وبوابتها الحزم
شعر : هلال بن سالم السيابي
هذي هي ” الحزم ” أم هذي هي العُزُم
الله أكبر حينَ المجدُ يضطرم
يشع من جانبيه العتق مؤتلقا
لينحني الغد بالاجلال والقِدَم
وتستضيء به “ماجان” نحوَ غدٍ
عالٍ ، و تنزاح من آفاقه الظلم
وينثني عن جلال الأمس يخبرنا
فتستفيق على ايقاعه الرمم
فيا لنفسي ، وقد طاف الركاب بنا
من حولها ، وتراءى الحجر والحرم
أحوم من حولها ، و الآي تأسرني
بما تردد ،أو مما به تسم
وبي أحاديث من وجد ومن ولع
هي الحقائق لو يهفو بها الحلم
قرأت فيها سنا الماضي فأذهلني
حرف يضيء على الحيطان أو كلم
فلم أفق وضياء الساح يخبرني
عمن هنا صنعوا التاريخ أو رسموا
نارت لجنبيٌَ من أيام غابرها
حتى لقد خلتني قد مَسٌَني اللمم
دخلتها ، والهوى العذري يسبقني
وثغرها بسنا التاريخ مبتسم
توقف الدهر يوما في مجرتها
وناء منها بما أوحت له الأطم
وما تراءى سوى عرنين حاضرة
سما بها العِلم طولَ الدهر والعَلم
وهاجة المجد أهدتها القرون ، لنا
تكاد تعرب عن أسرارها الأطم
قد بات يرسمها التاريخ مجتليا
ما قالت الخيل أو ما أبدت اللٌُجم
ورب رسم كمثل الآي تلمسه
فينطق السيف عن معناه والقلم
قد خيم المجد مَزهوٌَا بساحتِها
والخيلُ تشهدُ والتاريخُ والشمَم
وراح ينظم فيها من فرائده
ما لم تقل مثله عرب ولا عجم
وكان وعدا من التاريخ أنجزه
وكان فجرا من التاريخ يبتسم
قد حمحمت بحداه الخيل ضامرة
وجمجمت برؤاه الأينق الرسم !!
رستاق حسبك ما أعليت من شرف
تكاد تحسدك الأقمار والنٌُجُم
دارت بحلبتك الأيام مشرقة
تقول ما أوحتِ الهنديٌَة الخُذُم
وكان لولاه – يانبض العلى – حلما
وليس يكتب ما يملي به الحُلم
لكنه المجد املى فيك قصته
مما روته له انباؤك الدهم
وما حكته الليالي في تقلبها
أو صاغ أحرفه في الله مقتحم
فايقظ الغابر الميمون حاضرها
وبات يحكم في زهوٍ ويحتكم
واستيقظت أنجم همٌ الافول بها
أو كاد ، لكنما آل العلى رحم
قد كاد للدهر أن يثني أعنتها
لولا شمائلها الزهراء والشمم
تلفعت زمنا ، والمجد ينهضها
حتى أفاقت وامجاد الجلال فم
رستاق يا أخت نزوى أو وصيفتها
يهنيك مجد مدى التاريخ منتظم
هنا بساحك أملى المجد قصته
فلتقرأيه ، لعل الجيل يضطرم
كتاب مجد ، اذا ماقيل أوله
فأنت ِ ، لا شك في هذا ولا وهم
سفرت عبر الليالي في علىً وهدىً
ولم ترعك الليالي ، والعلى أجم
وانما بينٌَت ما كان مكتتما
كالتبر بعد اللٌَظى تغلو به القِيَم
هنا ” ابن مرشد ” أعلى بند رايته
ومن هنا جيش” قيد الارض” يزدحم
وهاهنا” أحمد” المغوار متكئ
بجانبيك فأنت الحل والحرم
وجاء من بعدهم” عزان “مؤتلقا
إلى الجهاد ، وفي عرنينه شمم
فما تقول القوافي عنك يا ألقاً
السيف يوحي بما دبجت والقلم
قصرى، وعيني ، وبيت القرن أمكنة
لكنها بسواد العين تلتحم
كم أنجبت من رجال الله كوكبة
وكم بها ضاء علم أو أضا علم
وكم سمت بأناس كالملائكة الأبرار
أو كنجوم الافق تنتظم
٤٢ سل بانيَ الحزم عن أنباء قلعته
ينبئك أن العلى بالحزم تلتئم
٤٣ وأنه بعد هذا الحزم مقتحم
عبر المحيطات أو قد تنجلي الغمم !!
<<>>
٤٤ رستاق كل بلادي مربع أنف
وأرسم بجلال الله ترتسم
٤٥ كم لي أحيي جلالا من أعنتها
أو من أسنتها ، والهول ملتطم
٤٦ وكم وقفت عليها والهوى أنف
وكم صدرت ولكن الهوى أمم
٤٧ أنازع المجدَ والتاريخَ أيهما
يفي بمالك من دورٍ وينسجِم
٤٨ أقسمتِ أن تلدينَ الشهبَ ساطعةً
ولم يضع لك فيما رمتِه القسم
٤٩ أهلة المجد من جنبيك زاحفة
وانجم الدين من جنبيك تزدحم
٥٠ حتى كأنك ختم المجد منبلجا
كم فاح بالمسك من واديك مختتم !!
٨ صفر ١٤٤٥ هج
٢٤ أغسطس ٢٠٢٣م