2024
Adsense
مقالات صحفية

سلوكيات غير مرغوب بها ..

بدرية بنت حمد السيابية

لم نكمل الأسبوع الأول من العام الدراسي الجديد ٢٠٢٣-٢٠٢٤م حتى بدأت وسائل التواصل الاجتماعي بنشر بعض الفيديوهات والصور التي لا يبشر محتواها بالخير. نعم، الجميع شاهد المنظر الموجع لبعض طلبة المدارس وهم في مشهدٍ يُرثى له، بغضّ النظر إن كان المقطع قد تم تداوله قديماً ونُشر في الوقت الحالي.

 البعض علّق على هذا المقطع بأن هناك غياباً للمراقبة الأبوية، وكذلك مراقبة إدارة المدرسة، والبعض وضع اللوم على من صوّر ونشر هذه المقاطع ليكسب عدداً أكبر من المشاهدين، أو ربما ليرسل رسالة مهمة. وكثيرة هي المواقف الواقعية فعلاً ولا ننكر ذلك.

ويأتي السؤال الذي يطرح نفسه:

 من هو المسؤول الأول عن ذلك؟ أنا هنا لا ألوم أحداً، أو سأشير بإصبع الاتهام لهذا المسؤول أو ذاك، ولكني أقول: اتقوا الله بكل نعمة يعطيك إياها ربك، فهذا المخلوق -وهو الإنسان- وضعه الله في منزلة عالية، ميّزهُ بأجمل المزايا عن سائر المخلوقات، فالإنسان عندما أتى لهذه الحياة ليعبد الله عز وجل وحده، ويسعى ويدخل عدة مراحل ليطور من نفسه وذاته، ويكمل نصف دينه بالزواج وإنجاب الأطفال، فهذه كلها نِعَمٌ من الله عليك.

الأطفال أمانة الأب والأم، يكملان بعضهما في التربية والتنشئة السليمة، وتربيتهم على الأخلاق الحسنة، وزرع الوازع الديني في قلوبهم، وتعليمهم تعاليم الإسلام والدين، فأنت أيها الأب إذا كنتَ قدوةً لأبنائك، فسترى ذلك من خلال تربيتك واهتمامك ومراقبتك لهم بكل ودٍّ وحبّ، علّمهم بأن هناك ربٌ يراقب أعمالك، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، علّمهم معنى احترام الآخرين، وخاصّة إذا كان الطفل في مرحلة دراسية، بيّن له الصواب والخطأ حتى يتفادى الوقوع بمشاكل هو في غنىً عنها.

وأنتِ أيتها الأم، اهمسي في أذُن ابنتك بأن هناك سلوكيات غير مرغوب بها، وأن الابتعاد عنها هو سلّم الأمان والطمأنينة، واجعليها صديقةً لكِ حتى لا تلجأ للغريب. التعامل الأمثل بين أبنائنا يعطي نتائج مثمرة بالإيجابية، وتحقيق الأهداف المرجوّة لكل تربية صالحة، راقبوا أبناءكم واختاروا لهم الصحبة الصالحة الطيبة، ومدّوا أيديكم لتساندوهم في الشدة. وأنت أيها الابن، ضع لنفسك حدوداً لا تتعداها، واجعل أخلاقك هي تتحدث في كل مراحل حياتك وحبك للآخرين بمثابة جسر تمشي عليه.

اختر الأصدقاء الصالحين سواء في محيط مدرستك أو بيئتك.

ما نشاهده اليوم من فيديوهات، مخزية للأسف، وغير مشرّفة لنا، فنحن نعيش في مجتمع له عاداته وتقاليده، لذلك فإن المراقبة مطلوبة من قِبل وليّ الأمر، وأيضاً من إدارة المدارس، ووضع قوانين ولوائح تحدّ من مثل هذه السلوكيات ومن تكرارها.

وفّق الله الجميع.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights