بعد معاناة طويلة مع المرض .. رحيل الشاعر العراقي كريم العراقي
متابعة – سعيد الهنداسي
فقدت الساحة الشعرية والفنية فجر اليوم الجمعة الشاعر الكبير كريم العراقي بعد صراع مع المرض في أحد مستشفيات العاصمة الإماراتية ابوظبي، عن عمر ناهز 68 عاما.
أحب الشاعر وطنه ليأخذ العراق معه في حله وترحاله فصار معروفا باسم كريم العراقي، ليفقد الشعر والاغنية العراقية خاصة والعربية عامة أحد أركانها الرئيسية والذي كان دائما داعما للشباب والفنانين ولم يبخل عليهم بإبداعاته وروائع قصائده.
رغم الألم :
كان الشاعر كريم العراقي كريما على جمهوره ومحبيه فكتب الشعر حتى وهو على سرير المرض ليبدع لنا في محنته 40 قصيدة اسماها قصائد على سرير الامل في معاناته المؤلمة مع مرض السرطان الذي لم يمنعه من الكتابة الشعرية.
حديث الفنانين:
غنى له كبار الفنانين والمطربين من الخليج الى المحيط، ليصبح بعد ذلك حديث الفنانين والشاعر الأول للكثير منهم من اجل ان يحظوا بكلماته الشعرية الجميلة والمعبرة عبر عن ابن العراق في بساطته وقوته في طيبته وجراته في شجاعته وانسانياته، ليكتب مع بعضهم قصص لنجاحاتهم التي حققوها بعد توفيق الله لهم الى اختيارهم لكتاباته وأشعاره.
الانطلاقة الحقيقية:
كان عام 1972 الانطلاقة الحقيقية للشاعر الانسان والفنان كريم العراقي لتكون الثمانينات مرحلة جديدة في حياة الفنان كريم العراقي حين شهدت نهاية الثمانينات تحديدا تعاون هو الاجمل مع الفنان القيصر كما يحلو لمحبينه تسميته هو الفنان كاظم الساهر، الذي غنى له أجمل اغانيه ليعبروا معا الشط في اغنية (عبرت الشط) وغيرها من الأغاني الخالدة التي وصلت الى أكثر من 130 اغنية ليشكلا معا ثنائيا رائعا.
تعاونات فنية:
ولم يكتفي الفنان كريم العراقي في تعاونه مع فنانين عراقيين فحسب بل تعداه الى مختلف الأقطار العربية وكانت محطة أخرى في مسيرته الحافة حين كتب أغاني للفنان اللبناني الراحل الكبير وديع الصافي، وأخرى للفنانة المغربية سميرة سعيد ودينا حداد وصابر الرباعي وغيرهم الكثير.
غربة وطن:
ذكر لي الفنان العراقي الراحل كريم العراقي في لقاء جمعني به هنا في سلطنة عمان انه كتب في غربته اشعارا فاقت ما كتبه اثناء تواجده في العراق التي غادرها عام 1991 ليبعد نفسه عن السياسة لتكون السويد محطة له في غربته ويحصل على اللجوء السياسي فيها.
ليكتب طوال حياته أكثر من 15 عملا شعريا ومسرحيا وروائيا، وكان داعما للشعراء الشباب خاصة في العراق خلال زياراته للعراق في الفترة الأخيرة.
الامل والتفاؤل:
كان الامل والتفاؤل وأمنيانه في عراق الأمان حديثه في ابياته وامنياته في كل حديث يقوله ولقاء يجمعه حيث قال:
ضاقت علي كأنها تابوت –لكنما يأبى الرجاء يموت
الصبر يعرف من انا – وشم له في أضلعي منحوت
وانا الذي دفن اللئام منابعي -وطوى يدي بسحره هاروت
أرأيت حيا ميتا متماسكا – متفائلا وله الاماني قوت
هذا انا سرقت شبابي غربتي – وتنكرت لي اعين وبيوت
يا مسعفي لو في الخلاص مذلة-دعني عزيز في العرين اموت.
مسيرة حافلة:
عمل كريم العراقي معلما في مدارس بغداد ثم مشرفا متخصصا في كتابة الاوبريت المدرسي، عشق الكتابة منذ نعومة اظفاره وتحديدا في المرحلة الابتدائية ليكتب في مجلات عراقية منها مجلة المتفرج والراصد ويتوج ابداعاته في الكتابة للإذاعة والتلفزيون العراقي ثم حصل على جائزة منظمة اليونيسيف لأفضل اغنية إنسانية عن قصيدة تذكر التي لحنها وغناها الفنان كاظم الساهر.
نعي واجب:
نعى العديد من الفنانين والشعراء ورجالات الدولة والمسؤولين في العراق والوطن العربي الراحل كريم العراقي حيث قال عارف الساعدي مستشار رئيس الوزراء للشؤون الثقافية عبر منشور في صفحته بموقع فيسبوك صباح اليوم انعي لكم الشاعر كريم العراقي الذي رحل فجر اليوم في أحد مستشفيات ابوظبي وذلك عقب رحلة علاجه مع مرض السرطان، ليشارك الجميع في نعيه من خلال وسم # كريم العراقي.
كما نعاه صديقه ورفيق دربه الفنان كاظم الساهر حين قال (الصديق ورفيق الدرب الأستاذ كريم العراقي في ذمة الله رحم الله الفقيد وألهمنا وذويه الصبر والسلوان انا لله وانا اليه راجعون.
في حين قال الفنان حاتم العراقي في منشور عبر فيسبوك * انا لله وانا اليه راجعون الأخ والصديق الشاعر الكبير كريم العراقي في ذمة الله الرحمة والمغفرة لروحك الطيبة النقية الطاهرة وداعا أبا ضفاف.
وغردت الإعلامية ريما نعيسة بقولها: رحل من حمل العراق في شعره واسمه وداعا نخلة الفردوس وداعا كريم العراقي.