رسالة أم إلى إبنتها.. مساء يوم ١٦ أغسطس ٢٠٢٣م.
حمود الحارثي
إبنتي الغالية:
ونحن نستقبل إعلان نتائج القبول الموحد للعام الأكاديمي ٢٠٢٣م-٢٠٢٤م، أستهل كلمات رسالتي بالتهنئة الصادقة لك، ولكل أم وأب في يوم حصاد ما زرعوا على إمتداد إثنى عشر عاما، ولكل طالب وطالبة نال في هذا المساء شرف الإلتحاق بإحدى مؤسسات التعليم العالي لإستكمال مسيرته التعليمية بعد سنوات قضيتموها في طلب العلم بمراحل التعليم الأساسي، وبالتضرع إلى الله العلي القدير أن يهيأ لكم من الأقدار وأسباب النجاح أجملها وأسعدها، بما يحقق لكم آمالكم وطموحاتكم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
بلا شك لم تمر تلك السنوات عليكم سهلة يسيرة كونها مراحل تعليمية تأسيسية بقدر ما كانت أيامها ولياليها متخمة بالجد والإجتهاد والسهر والمثابرة.
إبنتي الغالية:
إن هذه اللحظات السعيدة يقينًا ليست ككل اللحظات، ففيها تتزاحم المشاعر ممتزجه بالدموع فرحًا، بعد أيام وليالي خلت وأعوام مضت كنت على الدوام أجمل ما فيها، يختزل المشهد بكل تأكيد في أعماقنا ذكريات طالما أفترشت فيها بساطا سرمديا نهلتي منه بفضل الله تعالى وتوفيقه حد الإرتواء من مناهل الدين والأدب والعلم، فيض وافر يعينك على سبر أغوار أيامك المقبلة، كفيلا ليبقيك ماجدة شامخة، عالية الهمم، فكم أنا فخورة أن تكون لي إبنة ماجدة أشد بها أزري، والحمد لله على ما أسدى وأنعم.
إبنتي الغالية:
إن لصروح العلم دورًا محوريا في بناء وتكوين شخصية الإنسان، وما زالت في تطور مستمر، نلامس أثره فيما تبذله حكومتنا الرشيدة من تسخير الإمكانيات تسابق الزمن لتنشأ أجيالا متسلحة بالعلم والمعرفة مؤهلة، مدربة على أسس علمية، وعملية قادرة على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقها إتجاه وطنها ومجتمعها، مهيأة كل أسباب الإرتقاء بقدراتكم ومعارفكم من خلال توفير أحدث التقنيات التعليمية والتدريبية العالمية، وفق أحدث نظم التعليم العالي فاستغلوها بالقدر الذي يليق بكم.
إبنتي الغالية:
كوني سفيرة للأخلاق والقيم والمبادئ النبيلة التي تربيتي عليها، وقدوة حسنة لزملائك واجعلي لوالديك وإخوتك على الدوام في قلبك محل ومقام رفيع ولأساتذتك تقدير وإجلال وإمتنانًا دائم، كما أوصيك بأن تحتفظي لمعلماتك وزميلات دراستك بمراحل التعليم الأساسي بمساحات خضراء شاسعة من الود والإخاء.
إبنتي الغالية:
كوني وزملائك الطلاب جنودا مخلصين لوطنكم وسلطانكم، مدركين شديد الإدراك بمتطلبات المرحلة المقبلة بما يمليه عليكم الواجب الوطني المقدس إتجاه وطنكم، فانخراطكم في مرحلة التعليم العالي هي بداية جديدة في رحلة طلب العلم والبحث والمعرفة بما يعود عليكم، وعلى وطنكم الغالي سلطنة عُمان في نهضته المتجددة وعهده السعيد بالنفع والفائدة، وهو كذلك إن شاء الله تعالى.
سيري على بركة الله وعونه وتوفيقه، واضعة نصب عينيك إعلاء شأن دينك، وذاتك، ووالديك، ووطنك، وسلطانك متسلحة برداء الدين والعلم والأدب، والله أسأل أن لا أراك إلا وأنت مرتدية أفخر ثياب العز والنجاح والإبتسام على الدوام.. فهنيئا لك يومك هذا وسائر أيام حياتك.
تحياتي:
أمك المحبة لك دائما.