ثم يستقر في النفس هنيهة ويخرج …!!
عبير بنت سيف الشبلية
ككل مرة التزمت المرور على ذات الشارع المؤدي إلى وجهتها المفضلة.. فكرت.. لكني أجاهد لكي أصل إلى المكان بدون عناء ومشقة.. رغم أني أعشق مرحلة ما قبل الوصول إليه أكثر.. تبدو أجمل بكثير حينما تراقب الأماكن والأشخاص.. بصمت وحياة.. حينما تتآلف مع الظروف وتقلباتها وبرحابة صدر.. وحالك يقول: “لا بأس.. سنمضي وليكن ما كان وما سيكون..!!”.
وصلت.. اقتربت وعلى وجهها ابتسامة.. ولكن شيء ما أثار فضولها.. للمرة الأولى تراءت لها لوحة معدنية كتب عليها “ممنوع الاقتراب”.. لدقيقه أعادت قراءتها مرات.. لم تتراجع.. وأصرت على الاقتراب بخطوات بطيئة متوترة.. ذهلت وبشدة حينما اكتشفت أنها ليست لوحدها.. وبأن أحدهم قد سبقها بالوصول إلى هناك.. !!!
نعم .. هو مكان عام ومسموح للجميع أن يقترب ويشارك ويلهو فرحا.. فكيف بمجرد لافتة وضعت على جنب من قبل أحد المشاغبين أن تمنع ذلك..؟!
يبدو أن الجميع قرر التجاهل والاقتراب.. فالصغار يركضون ويصرخون مع بعضهم فوق الألعاب.. البعض مستغرق في المشي على الممر الممتد.. والكثير مستمتع بجو المكان… وأجمل المناظر.. من اختار أن يتمدد على الكرسي بهدوء.. يبدو أنه في لحظة استرخاء من بعد عناء طويل ..!!
كما لو أن حال المكان ومن حولها.. يصرخ وبكل جرأة.. سأقول لك خبرًا يفرحك ويبهج قلبك.. !!
إختراع الفرح غير مكلف.. وإذا ابتعد عنك لحظة.. اقترب أنت..!!