الرواية العمانية، تقدُّمٌ ملحوظ
خوله كامل الكردي
تحتلّ الرواية العمانية مكانةً مرموقةً في الأدب العمانيّ والعربيّ، ويبرز روائيون عمانيون كُثُر في هذا المجال، فلو رصدنا تطور الرواية العمانية لوجدنا التدرّج الثابت لمستوى كتاب الرواية العمانية، ولا يخفى على أيّ مطّلع على حال الرواية في الأدب العمانيّ، تطوّرها المُلفت في الفترة الأخيرة.
فعلى المستوى الإبداعيّ والفنيّ:
لا تقلّ عن الروايات العربية أصالةً وقيمة، بل استطاعت المنافسة على جوائز عربية ودولية مهمة.
فهناك أسماء لكُتّاب رواية عمانيين بارزة، ولها بصمة واضحة على واقع الرواية العمانية بصورة خاصة، والرواية العربية بشكل عام. فمن تلك الأسماء برز اسم الروائية (جوخة الحارثي) في روايتها “سيدات القمر” والتي نُشرت في سنة 2010، وفازت بجائزة مان بوكر، وفوز الروائي والقاصّ سليمان المعمري بجائزة يوسف إدريس للقصة القصيرة، كما وفازت رواية “الأشياء ليست في أماكنها” لهدى حمد في مهرجان الشارقة عام2009. والعديد من كُتّاب الرواية العمانيين الذين حققوا مراتب متقدمة في عدة مهرجانات ثقافية وفنية وأدبية.
إن الحضور الفنّي الراقي للرواية العمانية، حاضرٌ بصورة مُرضية في الساحة الأدبية العمانية والعربية والدولية، لكن ينقصها المشاركة الفعّالة والجريئة في الجوائز العالمية والمهرجانات الثقافية والأدبية.
فلو تفحّصنا المشهد الروائيّ العماني، سنلاحظ ظهور كُتّاب رواية شباباً وشابّات، يتميزون بالتمكُّن والمهارة في كتابة الرواية والقصة القصيرة، فهُم يحتاجون وبشكلٍ مستمرّ إلى الدعم، وتبنّيهم من قِبل المؤسسات والمراكز الثقافية والأدبية، احتضان تلك المواهب سيفتح باباً جديداً في عصر الرواية العمانية.
وعلى اتّساع الحالة الثقافية والأدبية في العالم، قفزت الرواية العمانية إلى مراحل متقدمة، والتي سيكون لها بالتأكيد الأثر البالغ في نموّ وازدهار الرواية العمانية بشكلٍ أكبر.
ويقع هنا على عاتق كاتب الرواية العماني الاندماج النشط في الملتقيات والفعاليات والمراكز الثقافية، ليصبح التمثيل العماني حاضراً فيها، ولتحقيق التسويق الجيد والمؤثر في سماء الحياة الأدبية في العالم العربي والدولي.
وبناءً على ذلك، ما زال الروائيّ العماني بحاجة ماسّة إلى دعم قويّ يدفعه للأمام، ويحفّزه لتقديم الأفضل، وينهض بالرواية العمانية إلى مستويات عالمية متميزة.