الطقس بين العلم والهواية
يوسف بن سيف بن سعيد السناني
يُعتبر الطقس والمناخ من المجالات الحيوية التي تؤثر في حياة البشر والبيئة التي يعيشون فيها. ومن أجل فهمٍ أفضل لهذه العلوم وتحسين القدرة على التنبؤ بالظواهر الجوية، تأتي أهمية دَور هواة الطقس.
يُعرف هواة الطقس على أنهم: الأشخاص الذين يشتغلون بشكل غير رسمي في مجال رصد الظواهر الجوية وتوقّع الأحوال الجوية المستقبلية.
حول العالم، يلعب هواة الطقس دوراً مهماً في تنمية علوم الطقس والمناخ. فعن طريق مشاركتهم النشاطات المتعلقة برصد الطقس، فإنهم يساهمون في جمع البيانات الجوية الحية والتوصل إلى تحليلات أكثر دقة. يقوم هؤلاء الهواة بتثبيت محطات رصد الطقس في مناطق مختلفة من البلاد، ويقومون بتسجيل البيانات المتعلقة بالحرارة والرطوبة وسرعة الرياح والهطول المطريّ وغيرها من المتغيرات الجوية. يُشكل هؤلاء الهواة شبكة موزّعة على نطاق واسع، مما يساعد على توفير بيانات موثوقة للعلماء والمختصين في مجال الطقس والمناخ.
واحدة من الفوائد الرئيسية لوجود شبكة هواة الطقس هي زيادة كمية البيانات المتاحة للدراسة والتحليل. فكلما زادت كمية البيانات، زادت الدقة والتفصيل في التوقعات الجوية والتنبؤات المناخية. يُمكن أن تُستخدم هذه البيانات لإنشاء نماذج جوية أفضل، وتحسين النماذج المناخية لفهم أفضل لتغيرات المناخ وتأثيراتها على البيئة والمجتمعات. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن استخدام بيانات هواة الطقس في دراسة الظواهر الجوية المحلية وتحديد أنماط الطقس المحلية الفريدة وتأثيرها على المجتمعات المحلية والقطاعات الاقتصادية.
ومن أجل استثمار هذه البيانات بشكل أمثل وتعزيز التعاون في مجال الطقس والمناخ، يتم تعزيز الشراكة بين هواة الطقس والجهات الرسمية في سلطنة عُمان. في الآونة الأخيرة، تم تطبيق قانون جديد للأرصاد الجوية في عمان، والذي يوفر إطاراً قانونياً ومؤسسياً لتنظيم نشاط هواة الطقس وتعزيز التعاون بينهم وبين الجهات الرسمية. يشجع القانون على تبادل المعلومات والبيانات بين الهواة والجهات الرسمية، وتوفير التدريب والتوجيه اللازم لهم، وتقديم الدعم المالي والفني لتطوير محطات الرصد والتكنولوجيا المستخدمة في رصد الطقس.
تعمل الشراكة بين هواة الطقس والجهات الرسمية على تعزيز قدرات البلاد في مجال الطقس والمناخ. يستفيد الهواة من الخبرات الفنية للمختصين في الأرصاد الجوية، بينما تستفيد الجهات الرسمية من البيانات المحلية القيمة التي يجمعها هؤلاء الهواة. كما يُعزز التعاون بين الجهات الرسمية وهواة الطقس تطوير القدرات والمهارات لدى هواة الطقس من خلال توفير التدريب والتوجيه اللازم. يتم تبادل المعرفة والخبرات بين الجانبين، مما يعزز التفاهم المشترك ويساهم في تحسين جودة التوقعات الجوية والتنبؤات المناخية.
يمكن أن تكون العلاقة بين هواة الطقس والجهات الرسمية في سلطنة عُمان مثالاً يُحتذى به في تعزيز التعاون والشراكة بين المجتمع المدني والقطاع الحكومي في مجال الطقس والمناخ. يعزز هذا الشراكة القدرة على التصدّي للتحديات المناخية المتزايدة والتعامل معها بطريقة فعالة ومستدامة.
في الختام، يُعدّ دور هواة الطقس في تنمية علوم الطقس والمناخ أمراً حيوياً. يساهمون في جمع البيانات وتحليلها، وتوفير التوقعات الجوية المحلية المهمة، وتعزيز فهمنا للتغيرات المناخية. ومن خلال الشراكة بين هواة الطقس والجهات الرسمية، يتم تعزيز التعاون والتفاهم المشترك، وتعزيز قدراتنا على مواجهة التحديات المناخية المستقبلية بشكل أفضل.