نزيف غزة متواصل
يعقوب بن حميد المقبالي
غزة تتألم وتواصل تقديم شهدائها البررة، وتتوشح في كل مرة كغيرها من المرات في المواجهة والتضحية، فقدِّر لها أن يأتي الصهاينة ويسلبون الأرض المباركة، ويبيحون الحرمات ولا يراعون المواثيق والعهود؛ فهم من زمن سيدنا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام ينقضون العهود والمواثيق، وطبيعتهم الغدر والخيانة وعدم المبالاة في جميع قراراتهم، فلا يحترمون الجار ولا يعترفون بالمواثيق الدولية ويغرسون الكراهية، ومهما بلغوا من العتاد والقوة فلن ينجحوا في كسر إرادة شعب صابر وثابت، ويقدم كل غالي في سبيل الله والوطن.
أبطال غزة الذين لا يهنئ لهم نوم ولا عيش، ولا يصفوا لهم الوقت وهم يواجهون الصهاينة الذين يقذون العهد ويبيحون ما حرمه الله تعالى من سفك الدماء وهدم وتشريد ويتباهون بالإفساد في الأرض، وكثيرًا ما نقرأ ونسمع أن هناك القانون الدولي والمواثيق الدولية وأن هناك منظمات دولية تراعي حقوق الإنسان؛ فأين هي من حقوق الشعب الفلسطيني !!! هنا أضع تساؤلاتي مثل ما يضع الشارع العربي والإسلامي والدولي، وبما أنني عربيا تأخذني الغيرة في أي شبر من وطني العربي الذي يسود به إباحة دماء البشرية ومقدساتها وشعبها؛ فحالي كحال أي شخص غيور لا يؤمن بالغدر والكراهية، وعسى أن تحقق العدالة الإنسانية في كل مكان، فهل هذه هي العدالة واحترام المواثيق الدولية تقف مع الظالم وتترك المظلوم؟!
ولماذا تطبق تلك القوانين على الدول العربية والإسلامية والدول المستضعفة من العالم؟!
فما هذا التمييز والميول دون حق ودون خجل، ودون مراعاة للقوانيين والمواثيق والعادات والتقاليد الدولية!
كما أننا نلاحظ أن لحقوق الإنسان منظمة دولية تعنى بصلاحيات وتعنى بالإنسان ككل، وقد وقَّعت وتساهم فيها جميع الدول العربية والإسلامية ودول العالم أجمع، فنلاحظ عندما يحدث شيء في الدول العربية والإسلامية انطلقت شرارة منظمة حقوق الإنسان وأظهرت ووقفت شامخة بقانونها ومواثيقها الدولية، وحكمت قبضتها وأصدرت تعليماتها واستنكارها وفرضت قيودها، وعندما يكون ضد الدول العربية والإسلامية والدول المستضعفة لا نلاحظ أي حركة من تلك المنظمات الحقوقية التي تُعنى بالإنسان..!!
وكأنه هنا لا تعنيهم حقوق الإنسان ولا نرى أي تصريح أو إصدار تعليمات من منظمة حقوق الإنسان عندما يفعل المحتل الصهيوني جرمه المحرم شرعا وقانونا ودوليا، وإذا مارس الفلسطينيون حقهم المشروع بالمقاومة قامت عليهم القيامة من إصدار قوانين دولية والمتمثلة بحقوق الإنسان؛ فهل دم الصهاينة عزيزا في قلب منظمة حقوق الإنسان ودم الفلسطيني مع هذه المنظمة مهدورا لا قيمة له معهم !!!!.
اتقوا الله تعالى وراعوا الحقوق الدولية، أنتم من سننتم تلك الحقوق الإنسانية وأنتم من تنقضونها، وتهدرونها لكي تحافظوا على الصهاينة والأقوام التبع لهم حتى يعيشوا في الأرض بسلام وأمان.
وكما يعلم الجميع أنه لا سلام ولا أمن دون عودة الحقوق المشروعة دوليا لأهل فلسطين ليأخذوا حقوقهم ويعيشوا بسلام وأمان على كامل أرضهم ووطنهم فلسطين، فأهل فلسطين هم رجالا اختارهم الله في وجوه الصهاينة حتى يحق الحق ويزهق الباطل، فعلى كافة دول العالم الذي يطالب بالعيش بسلام وأمان في ربوع هذه المعمورة الكونية التي خلقها الله تعالى وخلق على كتفيها هذا الإنسان بمختلف لونه وجنسه وقوته، ووضع عليهم جميعا أن يكونوا يدًا واحدة لنشر العدالة الدولية -بمثل ما يسموها- ليعم العدل وتتعايش الشعوب مع بعضها البعض، وليعمروا الأرض حسب ما أرادها الله تعالى.