النفاق الاجتماعي
ناصر بن خميس الربيعي
الإنسان في هذه الدنيا عابر سبيل، يترك فيها أثراً يخلد ذكره عند أقرانه وأهله إما بالخير أو نقيضه، فنعم الإنسان الذي ذكره الناس بحسناته وطيب الأثر وقَبُح الإنسان الذي ساء ذكره حيّاً وميتا.
ومن الصنف الثاني الماشي بين أهله بالنفاق عن قصد وعن جهل، فقد خسر الدنيا والآخرة ولم تسلم نفسه من أذاه فقد جلب لها العذاب وأَحلّها الدرك الأسفل من النار، فقد جَنَتْ على نفسها براقش ناهيك عن أذاه لمن حوله.
فالنفاق آفة تنخر جذع المجتمع وتقوض دعائمه لتُفْضِي به إلى الهاوية، والحق أن النفاق ليس بالشيء الجديد فقد عانى منه مجتمعنا الإسلامي منذ نشأته زمن الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى يومنا هذا، بل تعدّى النفاق المتصل بالدين وإظهار عكس ما يُخْفي في قلبه إلى نوع أشدّ خطراً على المجتمع ( النفاق الاجتماعي) الذي أصبح جزءاً من حياتنا وسلوكنا اليومي.
النفاق الاجتماعي قد يكون المصطلح غريباً، ولكننا نعايشه في جلِّ مناسباتنا أفراحنا وأحزاننا صُبِغَتْ بلون النفاق الاجتماعي الذي أَبْهَتَ لونها وأفقدها صدق المشاعر؛ فنرى الواحد منا يجامل هذا طمعاً في مصلحة معينة ويُعادي إنساناً آخر لم يرتكب في حقّه خطأ سوى رغبة منه لإرضاء فلان، وقد يصل الأمر إلى طمس الحقوق ومنحها لغير مستحقيها ؛ لتحقيق مصلحة شخصية وهذه والله التي ساعدت على نشر الحقد بين أفراد المجتمع.
عن عمار بن ياسر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من كان له وجهان في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة) رواه أبو داود، صدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فهذا جزاء المنافق في الآخرة.
والحق أنّ المتأمل في المُبْتَلى بهذه الصفة يُدْرِكُ حقيقته من خلال تصرفاته مع الآخرين فسرعان ما يبدل أفكاره ومعتقداته التي يؤمن بها تبعاً للمصلحة ولهواه لذا علينا أن نحذر أخي القارئ من مثل هذه الآفات والآثام التي تهدم الدين والدنيا.