بدرية السيابية
هل أصبح هناك فرق بين الفرح والحزن ؟ فقد أصبح كل شي له نفس النظام والتنسيق ولا شك بأن لكل مناسبة ترتيبها كالعرس «الفرح» لهُ نصيبُ من المصاريف والأموال التي تصرف على الطعام والشراب ورفع أصوات ذات صدي «دي جي » تحتوي على أغاني للمشاهير المعروفين تتمازج أصواتهم بأغاني مخصصة للأعراس والمناسبات السعيدة وكذلك حجز مكان للزفاف في القاعات المنتشرة بالبلد وتدفع أموالٌ طائلة لتلك الليلة مصاحبة معهم بعض النثريات أو أسميها «مقبلات » كالبوفيهات حتى يكون معازيمهم راضين كل الرضا عن التقديم الفاخر من المأكل والمشرب ،،،،، أنا لست ضد الشيء المرتب واللائق ولكن لا تبالغ بكل شيء واحسب حسابك دائماً بعدم الإسراف والتبذير فأنت سوف تسأل يوماً ما عن كل هذا ،عن كل فلسٍ صرفته ،،،كثيرٌ منا يلاحظ من فترة طويلة عند الذهاب لتعزية أحد ما «الحزن » تشاهد مناظر وكأنك حاضر لحفل أو مناسبة سعيدة ،فتجد كل أصناف الطعام وكذلك التوزيعات فأعتقد أن المتوفي في تلك اللحظات يتمنى الدعوات الصادقة منكم ليرحمهُ الله والصدقات ،وقراءةُ القرآن ،،،،
وناهيك عن المدةِ الزمنية للعزاء ففي بعض المناطق يكون العزاءُ كأنه تباهي وأصبح لدى البعض كطبخ الولائم المبالغ فيها والبوفيهات أيضاً وحضور مجموعة غفيرة من الناس والتجمع في بيت العزاء ،،لماذا كل هذا ؟هل أصبح همنا. كيف نأكل ،،وماذا نأكل ،،،هل أجد وجبة دسمة لهذا اليوم ؟؟؟
كان في الماضي فترة العزاء لمدة ثلاثة أيام فقط والطعام بالشيء البسيط جداً كالقهوةِ والتمر ،وكان الجار متعاونا مع جاره ويتقاسمون الطعام فيما بينهم ،، ويقام العزاء داخل منزل المتوفي ولمدة بسيطة لا تتعدى ثلاثة أيام ،وما أجملها من بساطة مريحة للقلب ،،أصبح الآن العزاء لدي البعض كفرصة ينتظرها بفارغ الصبر وللأسف الشديد هذا واقع نتعايش معه وغير تلك الخيام الفخمة المركونه في نقطة معينه،،،هل عرفتم ما هو الفرق بين الحزن والفرح ؟
لماذا لا تكون هناك لوائح وقوانين تخفف من الحد من هذه المصاريف ،أو عمل محاضرات مكثفة ونشر منشورات من أدعية دينية حتى يكونوا على دراية كاملة وكافية وعدم المبالغة في مصاريف العزاء ونضع العبء على أناسٍ لا يتحملون كل ذلك ونكون متعاونين على الخير دائماً.
