أبو وجهين
حمدان بن سعيد العلوي
مدرب في الإعلام والعلاقات العامة
كثيرا ما نتعامل مع البشر ولا نعلم عن ما يدور في أذهانهم وما هي الفكرة أو الصورة التي يتخيلوننا بها، حسن الظن دائما موجود في الجميع فهل يحسنون هم الظن أيضا؟
أحيانا نحتاج إلى إعادة حساباتنا وتصحيح مساراتنا فما كل من تعتقد أنه جدير بالثقة هو أهلا لذلك.
الثقة العمياء بالجميع أكبر خطأ قد يوقعك في مطبات لا نهاية لها، انتبه لمن حولك وفكر جيدا قبل أن تتفوه بكلمة، قد يستغلها بعضهم ويحول إيجابياتك إلى سلبيات.
جميع البشر يعتقدون أن الآخرون يشبهونهم في السلوك ويظنون أن ما يعتقدونه هو الواقع فإن كنت حسن السلوك فستظن أن غيرك كما أنت وهنا يجب الإنتباه.
قد يأتيك بعضهم ناصحا وأهدافه غير ذلك تماما، قد يعطيك البعض رأيه ولكن في حقيقة الأمر لا يريد لك إلإحباط، فكر جيدا قبل أن تتبع رأي أحد واتخذ رأيك بعد تفكير عميق بما تراه مناسبا أنت لا غيرك.
الأفعال قد تختلف عن الأقوال، ستسمع عن فلان وفلان ولكن عليك بأن تكون حذرا لا أن تتصرف حسب أهوائهم فقد يجرونك إلى مبتغاهم.
كن أنت أنت تمثل نفسك لا غيرك، لا تكن إمعة تتبع من يقودك نحو الهاوية ولتكن أنت من يمثل شخصيتك ولا تمثل شخصياتهم وتتبع خطواتهم.
اتبع الصادق منهم وعليك بتجاهل من يريد منك أن تكون نسخة منه في التعامل مع الآخرين، بعضهم يحب لك الخير وستعرف كيف تفرق بين الصح من الخطأ، فقط تريث وتفكر بما يريده منك الآخرون.
لا تخدم مصالح أحد فكثيرًا ما نتعامل مع (أبو وجهين) ويا كثرهم!
أبو وجهين لا يحب لك ولا لغيرك الخير هو حاسد وحاقد على الجميع، لا يحب إلا نفسه “هماز مشاء بنميم، مناع للخير معتد أثيم.
يبعث الفوضى ويشتت الأذهان لا يحب الاستقرار ولا يحب أن يرى إلا التفرقة بين الاثنين، مصدرا للإشاعات ويعتقد أن ما يتوهمه هو الحقيقة، عقله الباطن يرى الشر في الجميع ولا يحسن الظن بأحد.
خير دليل هو العقل وموازنة الأمور وعدم اتباع ما يملون عليك فساهم في إفشال مخططاتهم وإن وقفوا في صفك فهو لخدمة مصالحهم فقط.
كن متيقضا واعيا ولا تتسرع في اتخاذ القرار إلا بعد أن ترى الحقيقة وتتيقن منها بنفسك فما كل ما يقال حقيقة.