إلى متى المستحيل
وداد بنت عبدالله الجابرية
إلى متى يتجدد قاموس اليأس بداخلك؟
إلى متى ستقف مكفوف اليدين؟
لماذا اتخذت كلمة المستحيل منهجاً لحياتك؟
ليتك تدرك بأنك جعلت بينك وبين الله حاجزاً، فكفاك من الهجران وتقلبك بين هذا وذاك، وفلان وعلّان، وقول كلمة المستحيل، أو لا يوجد ما أبحث عنه، أو أنه ليس بزماننا، فاعلم بأننا في زمن المعجزات الربانية، كن من المستغفرين بالأسحار والمسبحين بالليل والنهار، ومن التالين لكتاب الرحمن، لتنعم بحياة العابدين الزاهدين، ولكلمة المستحيل لا أثر لها بين قلبك وصلاتك ومناجاتك للكريم.
وتذكر قول العزيز الغفور:
{فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ} آل عمران، الآية 170.
فأنت السجين بين زوايا الإستغفار والتسبيح،
وتبوح بصمتِ آهات الحسرات المكنونة بين أضلع قلبك.
هل الصمت يقتل؟ أم كثرة الحديث؟
وهل الحقيقة تحزن؟ أم أن المجاملة تفيد لتلعب دور البراءة ولا تخيب؟
فأنتِ يا من تجيدين قراءة الكلمات، إليكِ أحد الكنوز: فبالحوقلة أجمع زاد الرحيل لجنات الفردوس ولقاء الحبيب، وبالصلاة على النبي يأتي المستحيل، هكذا هو نهج من عمل على قاموس المستحيل.