حمدان بن سعيد العلوي
مدرب في الإعلام والعلاقات العامة
ستكشف لك الأيام حقيقة أخطاء الماضي، وستنزاح الأقنعة عن وجوه كنت تظن أنها تسعى لفعل الخير وسيظهر كل شخص على حقيقته، الزمن كفيل بلملمة الجراح، غدا سيتقدم بك العمر ويرحل من حولك ولن تكون بقربك إلا الحقيقة، ستشعر بالوحدة وتأوي إليها وتنطوي بمعزل عن العالم، لا تحاول التبرير والتفسير؛ هكذا هي الحياة لا تدوم ولن تدوم تتغير وكل ما بها يتغير، لن يبقى بجانبك إلا الأوفياء، ستتضح لك الرؤيا، ستبحث عن الناصحين الذين نفرت منهم في يوم ما ولن تجدهم فقد فات الآوان.
لا تبكِ على اللبن المسكوب ولا تلملم بقايا الزجاج المكسور المنثور حولك فلن تستطيع إعادته على هيئته السابقة إلا لتتقي شره، وإن تركته فعليك أن تراقب خطواتك كي لا تطأ على شفراته الحادة.
لا تندم على ما فات وعلى قراراتك التي اتخذتها فلا فائدة من ذلك فما عاد للعمر بقية فما مضى أكثر مما تبقى.
أصلح ذاتك وتهيأ لما هو قادم وكن عبرة لغيرك ممن ترى فيهم الصلاح، وقدم النصيحة لمن يستحقها فنظرتك للحياة ستكون مختلفة وشاملة، وخبرات السنين ستمكنك من قراءة الشخصيات.
لقد خرجت بفائدة فانفع بها من أراد، ومن لا يهتم لأمرك لا تشغل به بالك؛ فالصحة هي مبدأ لا بد أن تضعها نصب عينيك ولتكن هي سيد أولوياتك لكي تستمر معك ما تبقى لك في هذه الحياة، واشكر الله على النعم التي لم تكن مدركا لها.
دائمًا يقال العبرة في الخواتيم والمعرفة لا تأتي إلا بالتجربة، بعد الفشل ومرارة الخسران نتعلم بعد أن نتألم؛ فالناجح هو المستفيد من أخطائه وتجاربه، وأكبر خطأ هو الاستمرار في الخطأ.
يقولون لك لا تسلك الطرق الملتوية، وأقول لا بد أن تسلك كل طريق ينجيك من شر ما حولك وإن كان متعرجا وشديد الوعورة؛ فلا راحة إلا بعد الشعور بالتعب والإرهاق، ولا لذة إلا بعد مشقة.
الطريق لن يكون مفروشًا بالورود وكل سهل نهايته مؤلمة، الفاسد قد يعيش حياة سعيدة ولكن سيئاته ستودي به إلى جهنم، والمؤمن سيتجاوز الاختبار بفعل الخير والصبر والصلاة والدعاء بقبول الأعمال وحسن الخاتمة، وكل ذلك يحتاج إلى عمل وحسن نية وسلوك حسن.
