ميمونة بنت علي الكلبانية
في هذه الجلسة، عدتُ إلى الماضي.
لقد شعرتُ بالموت وبالحياة في لحظةٍ واحدة.
رأيتني سعيدةً فسعدت.
رأيت كيف فقدت أخي أيمن – رحمه الله- فمت.
رأيتني أموت كل يوم بصمت.
رأيتني كيف أصمد أمام السيوف.
وأقاتل كأنني لم أُكسَر من قبل.
رأيت مدى سعادتي برؤيته بعد غياب طويل، كأنني ولدتُ بالأمس.
رأيت كيف أساعد عائلتي الكريمة لكي يخرجوا، وأنا غارقةٌ في البحر.
رأيت جسداً قوياً، بداخله روح مرهقة.
رأيت جسداً يبكي محتضناً روحاً ميتة.
دفَعَتكَ الأمواج بعيداً عني وأخرجتك يا أخي.
ووجدتُ نفسي وحيدةً في عالمٍ ألوانه زاهية.
وأنتَ اللون القاتم في هذه اللوحة.
حدثتكَ الأحجار من شدتها وعن قوتها.
وأنكَ جزءٌ منها، رغم ذلك تركتكَ كما تركَكَ كلّ شيء من قبل.
