تأثير الحرب الأوكرانية على اقتصاد الدول العربية
محمد الفارسي
بالنظر إلى الوضع الحاليّ والإجراءات السياسية والعسكرية ضد أوكرانيا، واعتراف الرئيس الروسيّ بوتين بأن أجزاء من أراضي شرق أوكرانيا هي جمهوريات مستقلة تابعة للاتحاد الروسي. تسبّب هذا الاعتراف بمشاكل خطيرة لأوكرانيا، وبدأت روسيا بغزو هذه الأراضي الأوكرانية، بدعوى أن هذا الغزو هو “حماية للسلام”.
اقتصادياً ستؤدي هذه الحرب إلى نقص الموارد الغذائية في أوروبا بشكل خاصّ وفي الدول العربية بشكل عامّ، لأن أوكرانيا هي سلة غذاء للدول الأوروبية.
تعدّ أوكرانيا المورّد الرئيسيّ للمواد الغذائية في الدول الأوروبية، وكذلك في الدول العربية؛ فإن أهم الأغذية المصدّرة إلى الدول الأوروبية هي الحبوب والخضروات والفواكه والعسل والأسماك واللحوم والدواجن، وتُعدّ كلّ هذه المواد الغذائية المصدّرة من أوكرانيا هامة للدول الأوروبية، مما يثير أيضاً قلقاً كبيراً في جميع الدول العربية من المخاطر التي ستنجم عن هذه الحرب، لكن السؤال الأهم:
هل هذه الحرب تهددنا كدول عربية؟
على الرغم من ارتفاع أسعار النفط في بداية الحرب الروسية الأوكرانية، والتي أفادت دول الخليج بشكل خاص بعد تراجعها في مواجهة جائحة فيروس كورونا، وقد أدى ذلك إلى أزمات خطيرة في دول الخليج أدت إلى إضعاف الاقتصاد بشكل كبير.
إن المخاطر الأكثر وضوحاً التي ستنتظرنا هي نقص الغذاء، وقد رأينا ذلك منذ بداية التوغّل الروسيّ في الأراضي الأوكرانية؛ لأن أوكرانيا هي المورّد الرئيسي للحبوب بالنسبة لنا كدول من الخليج العربي والدول العربية، ولا نعرف ماذا سيحدث في المستقبل مع تطور هذه الحرب الواقعة، وهذا يجعلنا جميعاً حزينين للخسائر المادية والمعنوية الكبيرة التي ستسببها هذه الحرب، ونخشى أن تحصد هذه الحرب العديد من الضحايا، ونأمل أن يتحسّن الوضع و يستقرّ ويهدأ، ويتوصل البلدان إلى اتفاق بشأن خلافاتهما دون اللجوء إلى استمرار الحرب وإحداث الدمار، ونتمنى من دول الجوار بشكل خاصّ، والدول الأخرى بشكل عامّ التقدم والتصويت من أجل إنهاء فوريّ لهذه الحرب، ومحاولة العمل نحو حلّ الوضع الحالي.