لا تتخلَ
زينب بنت حمد الراشدية
هي التي أنجبتك وعطفت عليك من المهد إلى الكبر، وجعلتك فوق الجميع لأنك جُزء مِنها وتعني لها الكثير فهي أُمك، والتي تُمازحها و تُشاجرها كيفَما شئت، حتى أنك تقسو عليها بِكلامك الجارح لكنها تُقدرك لأنك الأخ الأكبر، ويجب عليها احترامك فهي أُختك، تتحملك في أقسى ظروفك، وتسعى جاهِدة لإرضائك وإسعادك، لا تتذمر مهما ضاق بِها الحال، تقف إلى جانبك في السراء والضراء فهي زوجتك.
اعلم أن ما يكُون في داخلك من غيرة ومحبة لها فهما يعنيان لها الكثير، ولا ترضى بأي شيء يكسر خاطرها ويضيق صدرها، وحينَ تعود إليها مُتأسِفًا ومُنكسِرًا تجدها تبسُم في وجهِكَ ومُرحِبة بقدومك.
هي امرأة في كُل صفاتها، ومنبعها الحياء، ولها احترامها وتقديرها وكرامتها أمام الجميع، لا تنتقص من جمالها وأخلاقها وسُمعتها بِحكم إتاحة الخيار أمامك “الزواج من الخارج” فهذا يُحدده مدى فكرك وعقليتك ورغبتك في هذا القرار.
ابحث عن السبب وَجِدِ الحل، وبعدها اتخذ قرارك بصرامة، لا لأجل التحدي أو التجربة، فهذا سيجعلك تدخل في دوامة وصراع لا ينتهيان.
قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13 الحجرات) لِكُل بلاد عادات وتقاليد مختلفة، وقبل أن تتجرأ بالقول يجب عليكِ الالتزام بعدة أمور.
أنت الذي قررت من أين؟ وإلى أي دين؟ وهل هي مُحجبة أو لا؟ كُل هذا أنت على دراية بهِ، وإذا أرادت التغيير من دون إكراه فالخيار مُتاح لها، فيجب عليكَ الالتزام بِكُل واجباتها بصفتها زوجتك، وقد اخترتها سواءٌ أكانت عربية أو غير ذلك، فإن لها حقوقها.
والغريب في الأمر أن هذه الشروط التي أردتها ماثلة في بنات بلدك، فلماذا من الخارج؟! ما الجديد الذي أردت أن تجده ويجعلك تختارها من الخارج؟! هل أغراكَ الجمال دونَ حياء أم أسلوب حياة مُختلف؟! مع تقديرنا لِكُل نساء العرب والخليج، فالقرار الأخير لكَ، إن رغبت في الاستقرار بين أهلك وأحبتك فاخترها من بين نساء بلدك؛ لِتكون لكَ الأم والأخت والزوجة، كُلما احتجتها وجدتها أمامك.