2024
Adsense
مقالات صحفية

جهاز سلاح ذو حدين..!

مبارك بن سليمان المكدمي

إننا بصدد الحديث عن جهاز لا يخلو بيت من وجود عدد منه، وهذا الجهاز الصغير يستحوذ على نسبة كبيرة من حياتنا، ولا نبالغ إن قلنا إنه يستحوذ بنسبة تفوق عن 95٪ من وقتنا في حياتنا اليومية!.

يعتبر هذا الجهاز (الهاتف المحمول) من وجهة نظرنا أنه سلاح ذو حدين، في حين أنه يصعب الاستغناء عنه في هذا الزمن؛ فهو المحرك لإدارة أغلب أعمالنا، ويعتبر حلقة وصل تقرب الأمور العائلية والصداقات المحلية والدولية، بالإضافة لذلك فقد صار بمثابة المندوب الأقوى لتخليص جميع المعاملات الحكومية والمؤسسات الخدمية العامة والخاصة.

فبرغم الكم الهائل من الفوائد والخدمات التي يمكن تحقيقها بواسطته؛ إلا أنه لا بد أن ننتبه للحد الثاني الذي يحمله؛ فالوقت معه يأخذك إلى بحر واسع من الوحدة والعزلة حتى تغرق في مستنقع الضياع، وتكون فيه أسير نفسك؛ فبرامج التواصل الاجتماعي تستنزف أوقاتنا مع قليل من الفائدة، كما أنه ثبت علميًا أنه خطير على الصحة الشخصية والنفسية عند كثرة استخدامه؛ لاسيما ضعف البصر والشحنات والذبذبات التي يحملها، كما أنه ربما يمكن أن يكون سببًا في حدوث بعض المشاكلات العائلية، فأحيانًا يفرق بين المرء وزوجه وبين الابن وأبيه، وذلك نتيجة استخدامه في أمور كثيرة ومتنوعة تضر بالعلاقة الأسرية أو الانشغال عن أداء الواجبات والحقوق الأسرية والاجتماعية؛ فلننتبه جيدًا لهذا الجهاز ولنحاول أن نتوازن في استخدامه فيما يفيدنا، ونبتعد عن كل ما هو مضيعة للوقت ويحطم العلاقات الأسرية والاجتماعية، وبما يضمن لنا جميعا الاستخدام الأمثل الذي صنع من أجله، وبما يحقق النفع والفائدة لنا ولغيرنا.

نعم، إنه الهاتف الجوال والذي أصبح ضمن قائمة الأوليات في حياتنا اليومية الخاصة والعامة، فرغم صغره إلا أنه يعتبر ذا قيمة إذا ما تم استخدامه في ما هو منفعة، ولكنه يكون هدرًا للوقت والمال إذا ما تم استخدامة بشكل سلبي؛ لهذا علينا أن نحسن الاختيار في وقت الاستخدام دون الإخلال بعلاقتنا مع الأسرة والمجتمع وبما يحافظ على صحتنا وأداء واجباتنا ومراقبة أنفسنا بما يضمن عدم وجود أي خلل في تلك العلاقات، ولا يضر الآخرين، كما يتوجب علينا توجيه الأجيال ومن نعول على حسن التعامل مع هذا الجهاز بما هو مفيد.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights