2024
Adsense
مقالات صحفية

المصالحة العربية العربية

يعقوب بن حميد المقبالي

عندما نلاحظ المصالحات في البيت العربيّ، فإنها تُثلج صدورنا وتنشرح منها نفوسنا، وأقرب لذلك المصالحة الخليجية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبين الأشقاء في المملكة العربية السعودية وجمهورية اليمن السعيد الشقيقة، وبين رؤوس الأنظمة في الجمهورية اليمنية والنظام الحوثي والنظام الحكومي، والمصالحة الخليجية مع جمهورية سوريا، وهذا يجعلنا نتأمل أن هناك رجالاً في الخليج خاصة وفي الدول العربية عامة خصهم الله لنشر الأمن والسلام بين الشعوب، وفتح المصالحة بين أبناء العروبة أنفسهم.

نعم هذه هي فرصتك أيها العربي لتعود إلى ميدان العروبة بعد التفكك، عليكم أن تتفقوا فيما بينكم بعد ما سيّس لكم أعداء الإسلام والمسلمين، وأظهروا لهم هيبتكم وهيبة دولكم العربية خاصة، والدول الإسلامية عامة، ليحسبوا لكم ألف حساب، فالآن القبضة في أيديكم، وعليكم أن تسخّروا عقولكم قولاً وفعلاً، ثم لا تنسوا أنكم أهل كتاب الله وأهل القرآن الكريم؛ فاجعلوهم يعترفوا بالشرعية الإسلامية والدولية أينما وصل الإسلام ووُجد المسلمون.

لقد أصبح المواطن العربي والمسلم لا يُنظَر إليه كمواطن صالح؛ إنما يُنظر إليه على أنه -إرهابي- وذلك بناءً على الفجوة الكبيرة التي حصلت بين الدول الخليجية والعربية والإسلامية، وأصبحوا بعيدين كل البُعد عن بعضهم بعضا، وجعلوا أمورهم في أيادي غيرهم، من الذين ينثرون بذور التفرقة والبغضاء للإسلام والمسلمين، ونثروا ويلات الدمار بين العربي والعربي.

ومن هنا فإننا نخاطب كل عربي حريص على مصلحة الوطن العربي وأمنه ومقدساته وإرثه الحضاري، أن يقف مع من يسعون وينادون للإصلاح ولمّ الشمل.
هنا جاء دوركم أيضاً يا حُكّام الدول الخليجية والعربية والإسلامية في- دائرة كلنا عرب ومسلمون – على وضع النقاط على الحروف، فسخِّروا ثروات الأوطان لرفع شأنها وعلوّ مكانتها وعودة سمعتها؛ فأنتم تملكون المال والعتاد لأجل الوطن والإسلام. اجعلوا أوطاننا تتنفس هواءً حراً أبيّاً. أنتم تستطيعون، تأمرون، وتحكمون بما رزقكم سبحانه وتعالى من الحُكم المبين في قرآنكم الذي نزّله الله على سيد الخلق، وملمّ الشمل عليه أفضل الصلاة والتسليم.

كونوا يداً واحدة أمام أعداء أوطانكم ومقدساتها، لأننا نرى دماء العرب والمسلمين تنزف، من الاغتيالات ومن الاحتلال واغتصاب الأرض، والمضايقات في دُور العبادة وهدمها، وحرق المصحف الشريف، فكل هذا راجع لتفكك الدول العربية والإسلامية، نعم كثرة الانحناءات إلى الكفرة من اليهود والمشركين الذين لا يعترفون بالإسلام والمسلمين ومقدساتهم وبوجودهم في هذه الأرض، ما هم إلا شرذمة فقط.

كونوا متحدين على كلمة واحدة، واجعلوا نُصب أعينكم وفكركم فيما أتمّه الله سبحانه وتعالى عليكم من أرض وشعب وموارد ومقدسات ودُور عبادة، بادلوهم بما يبادلونكم به من تنكيد، أنتم تفرشون لهم الورد وهم يفرشون لكم الشوك، فما هذا التبادل؟! بادلوهم بالمثل تنقد رقابهم وتصحُ عقولهم وترجع بصيرتهم إلى ما أنتم تتطالبون فيه من العيش للمواطن العربي والمسلم ودور العبادة.
أعينوهم على أن يكونوا جميعاً في رغد من العيش ويرضوا بالسِلم والسلام في جميع الأوطان العربية والإسلامية أو من المسلمين الذين قدّر الله لهم أن يعيشوا في بلاد الكفر ولجميع البشرية كافة أينما كانت.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights