همسات في الحياة الجزء السادس
خلفان بن ناصر الرواحي
(١) لكي تصل إلى رجاحة العقل عليك أولًا أن تعرف قيمتك، وتحب نفسك بعيدًا عن الأنانية، وتتمنى لغيرك ما تتمناه لنفسك، فالمرء لا يمكن أن يُقبل رأيه من أحد أو يحبه أحد إلا إذا كان ذلك الحب ظاهرًا في شخصيته ولذاته، ويكون مقبولًا ومحبوبًا لدى الآخرين.
(٢) من رجاحة العقل ورسوخ المبادئ التعامل مع الأمور في سياقها الطبيعي، فالتشنج ومواجهة كثير من المواقف بالتعصب الأعمى والحدة هو أمر عبثي لا فائدة منه.
(٣) عوِّد نفسك على التوازن في المواقف، فلا تكن لينًا فتعصر ولا صلبًا خشنًا فتكسر، فلكل موقف حديث وتعامل، فليس من رجاحة العقل أن تكون لينًا دائمًا، ولا قاسيًا دائما، فالصحيح أن نجمع بين هذا وهذا، فاللين مطلوب أحيانًا والقسوة مطلوبة أحيانًا…
(٤) كن قويًا، وقاوم واستمر بسعيك مهما صعبت الأمور؛ فالاستسلام أمام الأزمات يعني أنك ضعيف ولديك إحساس كامن في ذاتك، وتؤمن بأنك لا تملك القدرة الكافية لتحقيق ما تريد، وهذا في حد ذاته يعدّ مؤشرًا قويًا على ضعف الثقة بالنفس لديك، فأصحاب العقول الراجحة يدركون بأن الأزمات ليست دائمة، والأمل يبقى قائمًا حيًا طالما في صدورهم قلب ينبض بالحياة.
(٥) الموفق في حسم المواقف هو من كان عقله سلطان قلبه، وحكمته مصد اندفاعه، وصمته شيخ لسانه، وحبه لنفسه ولغيره مصدر تعامله، وتجاوزه وعفوه عن الناس ديدنه وتاجه.
(٦) يقال:”إن نصف الراحة عدم مراقبة الآخرين، ونصف الأدب عدم التدخل في ما لا يعنيك، ونصف الحكمة الصمت”؛ لذا فاختر طريقك الذي يريحك ويغنيك عما لا يعنيك تكن سيد الموقف ومرتاح البال.