ذكرى وداع أمي
خلفان بن ناصر الرواحي
وتمر بنا الأيام سراعًا، وها هي تعود إلينا بذكرى رحيل والدتي – رحمها الله-.
ففي مثل غروب هذا اليوم من هذا الشهر الفضيل ١٤ من رمضان ١٤٤٣هـ، أي ليلة ١٥ من شهر رمضان الفضيل، رحلت أمي الغالية، وقد كتبت فيها بعض الأبيات التي ستظل خالدة وأعتز بها، وهي أقل ما جادت به قريحتي أن أعبر عنه في فراقها الأليم، وكانت بعنوان (وداع أمي).
نعم، إنها من أصعب اللحظات، ولكن هذه هي مشيئة الله، وهذا هو حال كل البشر؛ فليس لنا بقاء ولا خلود في هذه الدنيا الفانية. وقلت في تلك القصيدة:
وداعك أمي هزّ الكيان
فراقك مُرٌ بطول الزمان
وداعك أمي وداع الفراق
وحزنٌ عظيمٌ أحقًا يُطاق؟!
رحيلك أمي رحيل الأمان
ونبكيك عُمرا عَمَارَ المكان
غيابك عنّا صعبٌ وشاق
فالقلب مني تَكَدَّرَ ضاق
فالأم لا شك نور وشان
والبيت فيها سكون أمان
والموت حقٌ والربُّ باق
فرحماك ربي يوم المساق
فيا رب لطفا بخير حنان
وهبها مقرًا بأعلى جنان
والطف بعبدك مما أحاق
فحزنٌ ألمَّ وزاد اشتياق
وهكذا يكون الفراق، وهكذا كان الوداع، وأيقنت أن لا وداع كوداع الأموات وخاصة الوالدين وكل عزيز متعلق به، ولا رحيل كَرحيلهم؛ فصبرًا جميلًا والله المستعان ياربّ العالمين، فما أصعب الفراق وما أصعب الوداع! فكم هو مؤلم رحيلك عنا يا أمي، وكيف لا أتذكر تلك اللحظة التي فقدنا وجودك فيها بيننا، وأنت الخير والبركة في بيتي، وما زالت ذكراك حاضرة ولن تموت.