أهلا وسهلا بسيد السادة
سعيد بن خلفان الحكماني
كما للرجال سادتها وصفوتها؛ كذلك للشهور سيدها، وأجملها به نفحات ونسمات تطيب النفس لها وتصفو، و تتزين له كل من في السموات والأرض لسمو شأنه بين الشهور، ولما فيه من الخيرات وغفران الزلات والخطايا، وفيه تصفد الشياطين، وتتلألأ السماء بأنوار الملائكة ابتهاجًا لمقدمه، وتهب نسائم الرحمة على المؤمنين الصابرين على الجوع والعطش في نهاره، والصابرين على قيام الليل وسائر العبادات.
طوبى ثم طوبى لمن تفقّد أهله وأقرباءه و جيرانه، وسأل عن أحوالهم وقضى حوائجهم بالستر والكتمان، ابتغاء مرضاة الله سبحانه، وهنيئا لمن أمسك لسانه وقلبه وجميع الجوارح عن الغيبة والنميمة وسائر المحرمات في كل يومه ويكون ديدنه إلى ما بعد شهر رمضان، فما أجملها من أيام نعيشها ونحن في أمن وأمان واطمئنان، نعبد الله بكل حب وإخلاص طمعا لمغفرته وثوابه، واتقاء لعقابه.
عادة تجد البعض ممن أدمنوا التدخين، أو تناول المنبهات، تجده وهو صائم به ما به من ضيق الصدر، ولا يطيق أيًا كان، وينسى نفسه أنه في شهر الصيام، فسعة البال وكتم الغضب لا بد أن تكون حاضرة في أذهاننا؛ فالصيام يقيك من كل شر إذا اتقيت ربك في أخلاقك وتعاملك مع الآخرين، فالحلم والصبر والتأني وكتم الغيظ مطلب مهم في معظم المواقف التي تتطلب منك حسن التصرف والتعامل مع كل الأحداث بكل إيجابية، وراقب الله في كل حركاتك وتصرفاتك وقال عليه الصلاة والسلام: (والصِّيَامُ جُنَّةٌ، وإذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ).. (البخاري:,1904)
فلتسأل الله أن يعيننا على الصيام والقيام وقراءة القرآن وصالحات الأعمال، فإن الأجور فيه مضاعفة إن صبرنا واحتسبنا الأجر من الله.