وأقبل الزائر المرتقب ..
ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي
بشغف الانتظار نرتقب الوابل المدرار من الأجور والحسنات قبل انقضاء الأعمار، وحري بنا أيها الأحبة أن نعد العدة لاستقبال ضيفنا العظيم بما يليق ومنزلته العظيمة ومكانته السامية، كيف لا وهو سيد الشهور الذي أنزل فيه القرآن، وعلينا استغلال أيامه ولياليه، ولحظاته الثمينة التي تمر مسرعة وهي تخاطبنا بشفقة وحرصٍ قائلة: “إنه شهر رمضان”.
أيها الأحبة والخلان يمر الشهر مسرعًا ويحث الخطى بنا نحو الجنان؛ فاغتنموا موائد الرحمٰن من عطايا الإحسان ونفحات القرب والشوق للدخول من باب الريان بعد العفو والغفران والعتق من النيران، ولعمري ما أسعد من يوفق للقاءِ شهر رمضان وقد جعل نصب عينيه الهمة والاجتهاد والتزود من التقوى والإيمان، ولا يحرم ما فيه من الأجور إلا من أعرض بنفسه وقابل الإحسان بالجحود والعصيان.
فالحذر كل الحذر أيها الأحبة من لصوص الأوقات؛ فهو شهر ينبغي المصابرة فيه وهو لا يدرك في العام إلا مرة واحدة، ولا نعلم هل سنلقاهُ أو نكون في عداد الأموات؟؛ لذا أوصيكم ونفسي بالإكثار من الخيرات وعمل الصالحات من الأعمال والأقوال، وتعهد المداومة على الطاعات وحث الأهل وكل القرابات لاغتنام مواسم الفضل بشتى القربات؛ كي نرضي رب الأرض والسماوات ونفوز برفقة النبي محمد ﷺ في أعالي الجنات؛ فهو نبي الرحمة لمن وسعته الرحمة، وشفيع الأمة لمن عرف حق الصحبة. ألا وإن مما يشفع للعبد كذلك الصيام، فأخلصوا في الصيام أيها الأحبة فإنه لله وحده، وهو من يجزي به، واكثروا أيضًا من صحبة القرآن فهو مؤنس في القبر وشفيعٌ إلى الرحمٰن. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان”.[ رواه الإمام أحمد]. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.