وانتهت فعاليات جرِّب جنوب الباطنة
طالب المقبالي
توجّهٌ جديد اختطّتّه محافظات سلطنة عُمان للترويج لولاياتنا ومحافظاتنا.
فهذه الفعاليات أنستْ الكثير من المواطنين همومهم الكبيرة والكثيرة جداً، فهناك بيوت تئنّ من فَقدِ أحبّتها في غياهب السجون، بعد تسريحهم من أعمالهم وتكبّدهم الديون، بعدما كانوا مطمئنين آمنين في أعمالهم.
وهناك بيوت تئنّ بتكدّس الباحثين عن العمل (العاطلين).
كما أن هناك مواطنين يعانون من الارتفاع المحموم في أسعار المواد الاستهلاكية، والقيمة المضافة، وتعرفة الوقود والكهرباء والمياه والاتصالات، في حين أن مواردهم ومعاشاتهم ثابتة لا تتغير، وأعني بهم أسَر الضمان الاجتماعي وأصحاب معاشات التقاعد التي لا تتغير دخولهم إلا بتدخل من الجهات العليا.
في الجانب الآخر يعاني كثير من الناس من المواطنين والمقيمين من رداءة الطرق وتكسّرها لانتهاء أعمارها الافتراضية مرات ومرات، ومنها على سبيل المثال: الطريق من دوار الحزم إلى دوار الوشيل الذي تضاعف عمره الافتراضي إلى الضعفين، حيث أنشِئ عام 1974م.
وهناك مخططات حديثة تفتقر إلى الخدمات ومن أهمها الطرق.
نعم مثل هذه الفعاليات أنست الناس همومهم لفترة قصيرة من الوقت، وهي بمثابة المُسكّن المؤقت للآلام، كما أنها أتاحت فرصة مؤقتة للأسر المنتجة، وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأصحاب الحِرَف لترويج منتجاتهم ومبيعاتهم لعشرة أيام، وتبقى هناك 355 يوماً من المعاناة، حيث تبقى فيها بضائعهم كاسدة، فهل عشرة أيام كافية لإثراء هذه الفئة من الباحثين عن عمل؟
لا أقلل من أهمية مثل هذه الفعاليات، فهي روّجت سياحياً لمحافظة جنوب الباطنة التي بالكاد يزورها عدد خجول من المواطنين، فمثل هذه الفعاليات تُثري وتُسهم في الترويج لولايات المحافظة وإبراز مقوماتها السياحية، ونتمنى أن تستمر مثل هذه الفعاليات سنوياً.
وما نتمناه أن يُفعّل دور المجالس البلدية في رُقيّ وتطوير ولايات المحافظة، والاهتمام بسفلتة الطرق الداخلية وإنهاء معاناة المواطنين من الطرق الترابية، وكثير منها جبلية وهي على سبيل الذِّكر لا الحصر:
طريق سيع الذي يعاني منه سكان هذه المنطقة معناةً كبيرة، وقد كتبنا في ذلك مقالات وتقارير صحفية تضامناً مع الأهالي.
كذلك طريق الوشيل، الحوقين مروراً بقرية الجيهاني ووادي الجوابر، فهذه الطريق سوف تسهّل الوصول إلى نيابة الحوقين، كما أنها ستخفّف من معاناة أهالي القرى التي ستمرّ بها، ولا ننسى معاناة الأهالي من مثلثات المسفاة والشبيكة، وقد سمعنا أخباراً مبشّرة عن مشروع تأهيل طريق الحزم – الوشيل الذي سيُنهي هذه المعاناة بإذن الله، متمنياً أن يتم تنفيذه خلال هذا العام.
وهناك طرق أخرى بحاجة إلى رصفٍ في عديدٍ من قرى ولاية الرستاق وولايات المحافظة المختلفة، وقد تطرّقنا إليها في كتاباتنا السابقة.