مقال : التعليم ونصفي الدماغ(٣)
أحمد بن موسى بن محمد البلوشي
التعليم هو أفضل شيء يقوم به الدماغ، لأن الدماغ يستطيع أن يعيد تنظيم نفسه مع كل تنبيه وخبرة وسلوك جديد ولا يزال العلماء غير متأكدين بشكل دقيق من كيفية حدوث ذلك، غير أن لديهم بعض الأفكار بخصوص ما يحدث فهناك منبه للدماغ يبدأ العملية وقد يكون هذا منبها داخليًا أو قد يكون خبرة جديدة كحل لغز صور متقاطعة، بعد ذلك يتم فرز أو تحديد المنبه وتتم معالجته على عدة مستويات، وأخيرًا تتشكل الذاكرة التي يمكن أن تسترجع ذلك المنبه، وهذا يعني أن أجزاء المعلومات موضوعة في أماكنها المناسبة لكي يتم تنشيط الذاكرة بسهولة.
هناك الكثير من العوامل المؤثرة في التعلم القائم على السيطرة الدماغية، فالمعلم لابد أن يعرف نوع السيطرة الدماغية السائدة لديه، ويتعرف على نوع السيطرة السائدة للطلاب ليتمكن من اختيار الممارسات والأساليب الصفية المناسبة، حتى القائد في مؤسسته لابد أن يتعرف على نوع السيطرة الدماغية للمقربين منه ليتمكن من التعامل معهم بإحترافية، فالطالب يأتي إلى المدرسة كصفحة بيضاء، ولكنه يأتي ولديه الكثير من الخبرات التي اكتسبها في سنواته الأولى، فقد تشكل دماغ المتعلم بواسطة تأثيرات متعددة، إلا أن الاستخدام الأكثر فاعلية لهذه المؤثرات لجعل التعلم الدماغي ذي معنى وأكثر فاعلية يتطلب معرفة العوامل المؤثرة في التعلم القائم على السيطرة الدماغية، وأهم هذه العوامل:
– التوتر والاسترخاء: عندما يشعر الإنسان بالتوتر، فإن الغدة الكظرية تطلق ببتيدًا(Peptide) والجسم يستجيب بإفرازات الغدة الكظرية سواء واجه الشخص خطرًا ماديًا أو انفعاليًا، وهذا يؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل الجسمية، والتوتر يعتبر جزء من دورة الحياة، فالتوتر والاسترجاع يجب أن يتوازنا إذا ما أريد للدماغ أن يقوم بوظيفته بشكل سليم. إضافة إلى ذلك فإن التنبيه للضغوط يؤدي إلى انتقال الجلوكوز( وقود الدماغ) من المراكز العليا للدماغ حيث يتم التفكير والاستدلال، ويذهب للعضلات، وقد تبقى هذه المستويات مرتفعة لعدة أيام بعد حادثة ضاغطة. فيجب على المعلم في أثناء التدريس أن يُشعر طلبته بالاسترخاء التام ليتمكن من إيصال المعلومات لهم بطريقة سليمة، وان يبتعد عن كل ما يؤثر على الطلبة أثناء تدريسهم، وهناك كذلك ينطبق القول على القادة ومتخذي القرار يجب أن تشعر العاملين معك بالاسترحاء التام لتتمكن من إيصال كل شي لهم وتحقيق ما تطمح إليه.
سنواصل الحديث في المرة القادمة عن بقية العوامل التي تؤثر في التعلم القائم على السيطرة الدماغية.