عالم الذكريات
عصماء بنت محمد الكحالية
لم تعد حياتي لها طعم..
لم تعد كتاباتي لها معنى،
لقد فقدت الحلم الذي تمنيته على الدوام،
لقد فقدت طفولتي،
ذكرياتي،
بيت جدي أصبح حطاما سرابا .
من المستحيل أن ترجع لي طفولتي!
لقد نزفت،
ولم أنزف دماً؛
بل تمزق جسدي ولم أشعر بألم،
لقد ذهبت طفولتي دون رجوع،
لقد أطلقت كلمات الوداع، ولكن ما شأني بهذا الضياع؟!
إني أحبها حبًّا،
بل أكثر من الحب
إني لم أسطر تلك اللحظات في كتاب حياتي؛
لأني لا أريد أن أنساها
لم يبقَ لي غير البحر والقمر، أشكو لهما حالي،
وأتصفح معهما الذكريات.
سأرحل إلى عالم الذكريات؛
حتى ترحل عني طفولتي.
ما دفعني للكتابة عن الماضي..
وزمن الطفولة..
هو الذكريات،
والحنين.. الذي يهاجمني كل ليلة قبل المنام،
وآه من زمن..
كانت فيه البسمة عنوانه،
سقى الله زمن أجدادي.
تأتي الذاكرة كطفلة..
تبحث عن ضالتها المفقودة،
فلا تجد غير الخواء،
تحن لمن افتقدهم النظر،
ولم يبق أمامنا إلا اللجوء لقلوبنا المنهكة،نرى من نوافذها سراب الحلم..
وهو يذهب بعيداً..
محملًا معه فانوس الظلام
أو فانوسًا للرؤية الأخيرة .