حمير المحروقي .. البحث العلمي أداة التقدم
حاوره – محمود الخصيبي
البحث العلمي أداة التقدم، ومن خلاله تتطور كافة المجالات وينعم الإنسان بخدمات ذات جودة عالية، وكما أن للبحث أساليبه وأدواته ومصادره، فله فوائده وثمراته.. نتجول في هذا الحوار الصحفي مع الشيخ الدكتور حمير بن ناصر بن سعيد المحروقي من ولاية أدم، مستكشفين معه ومن خلاله مرتكزات البحث العلمي والمهارات التي يجب أن يتحلى بها الباحث ونطوف معه في آفاق المعرفة وضلالها الوارفة.
ما أهمية البحث العلمي وكيف يمكن أن يسهم في خدمة المجتمع الإنساني؟
وهب الله سبحانه وتعالى الإنسان العقل، وهو أداة التفكير، كما أنعم عليه بالحواس المختلفة ليتدبر في الكون ويعمر الأرض، وعندما نتأمل ما حولنا من عمران وأدوات اتصال ووسائل نقل في الجو والبحر والأرض، وما نستخدمه في منازلنا ومؤسساتنا ومصانعنا من أجهزة مختلفة ما هي إلا نتاج البحث العلمي، ومن هنا نقول بأن البحث بمفهومه الواسع هو الأداة التي من خلالها يتم معالجة التحديات وسد الإحتياجات وتطوير المنتجات في مجالات الحياة المختلفة.
ما المهارات التي يجب أن يتحلى بها الباحث المبتدئ؟
البحث العلمي أصبح ميسوراً أكثر من السابق، وذلك بسبب سهولة الوصول إلى مصادر المعلومات، ومع ذلك لابد من إكساب الناشئة منذ سنواتهم الأولى مهارات البحث العلمي، ومن أبرزها:
– مهارة البحث عن المعلومات؛ إذ أنه على الرغم من تعدد مصادر المعلومات وبشكل خاص في ظل ثورة المعلومات والاتصالات التي يعيشها العالم، إلا أن هناك تداخل بين مصادر المعلومات الموثوقة والمصادر التي تقدم معلومات لا تتصف بالدقة والحداثة والموضوعية، ومن هنا على المؤسسات التعليمية والبحثية إكساب الناشئة مهارة البحث عن المعلومات في المصادر المختلفة.
– مهارة التفكير النقدي؛ إذ يجب على الباحث أن يحلل المعلومات ويسعى إلى استنتاج الأفكار وربطها مع بعضها والخروج بأفكار جديدة.
– مهارة الاقتباس العلمي؛ ونعني بها الاستشهاد بالمعلومات الواردة في مصادر المعلومات المختلفة وما يرتبط بذلك من توثيقها حسب أسس البحث العلمي المعروفة.
– مهارة إعداد التوصيات؛ ذلك أن الغرض من البحث العلمي هو تطوير المنتجات أو معالجة المشكلات، ومن هنا تعتبر التوصية حصيلة لنتيجة البحث، ولابد أن تكون موجهة ودقيقة وقابلة للتطبيق.
حدثنا عن أبرز إصداراتك البحثية؟
حظيت خلال الأعوام الماضية ولله الحمد والمنة بفرصة إعداد مجموعة من الأعمال البحثية كالكتب والأطروحات الأكاديمية والمقالات المنشورة في الدوريات العلمية والبحوث المنشورة في وقائع المؤتمرات والمقالات المنشورة في الصحف والمجلات، وعدد منها متوفر في مكتبة أدم العامة، وتندرج في مجال الإنترنت و إدارة المعرفة.
ما الأنشطة البحثية التي تعمل عليها في الوقت الحالي؟
أقوم حاليا بتأليف كتاب بعنوان “بناء الذات من وحي القيم”، ويتناول أثر القيم الدينية والوطنية والإنسانية و الوظيفية في بناء الشخصية، وما ينعكس عنها من انطباعات وسلوكيات، كما أعمل على تأليف كتاب حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في مجالات الاتصال العلمي والشخصي مع إبراز اتجاهات الشباب العماني نحوها، بالإضافة إلى كتاب مشترك مع باحثين من داخل وخارج السلطنة حول مناهج البحث العلمي.
كيف ترى مستوى التسهيلات المقدمة للباحثين في سلطنة عمان؟
أوجدت حكومة سلطنة عمان المؤسسات والتشريعات المنظمة لمجال البحث العلمي، ومن أبرز المؤسسات التي تعني بهذا الجانب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، علاوةً على المؤسسات الأكاديمية والبحثية وما يرصد لها من موازنات سنوية، إلى جانب البرامج الأكاديمية والمتطلبات البحثية المرتبطة بها. ومن هنا يجد الباحث مسارات متعددة لإشباع حاجاته المعرفية، ومع ذلك نأمل إيلاء المزيد من العناية للمجال البحثي وتشجيعه في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية.
ما أبرز الجوائز المحلية والدولية التي حصلت عليها؟
حصلت أطروحتي الأكاديمية على أفضل رسالة دكتوراه لكلية الآداب والعلوم الإجتماعية بجامعة السلطان قابوس للعام الأكاديمي 2018/ 2019، كما حصلت على شهادة أفضل عرض مرئي بجلسة علمية في مؤتمر دولي في اليابان في العام 2018، إلى جانب شهادات الشكر والتقدير على الأنشطة البحثية من مؤسسات مختلفة.
في الختام، ما النصيحة التي توجهها للباحثين؟
يعتبر الاتصال العلمي من الأدوات المهمة في تعزيز القدرات البحثية ومواكبة المستجدات المعرفية، ومن هنا أدعو كافة الباحثين إلى استخدام تقنيات الاتصال الحديثة في المشاركة بالمعرفة، جنباً إلى جنب مع الاتصال المباشر من خلال المشاركة في الجلسات العلمية والمؤتمرات والندوات المتخصصة.