ما تزال آثار كورونا موجودة بيننا
عائشه بنت علي الكحالية
شهد العالم منذ عام ٢٠٢٠ وحتى عام ٢٠٢٢ حدثاً هدّد كل جوانب الحياة، وخاصةً العملية التعليمية التي شكّلت أزمة هائلة وكبيرة، فالكثير من الطلبة لم يتلقّوا فيها المهارات الأساسية أو الإرشاد والتوعية التي يحتاجونها في الحياة العملية، لكن الأمر في الحقيقة لم يقتصر على العامَين الماضيين، بل إن آثارها امتدت إلى الوقت الحالي، وهذا ما حدث لطلبة كلية الطب بجامعة السلطان قابوس؛ حيث بعد معاناتهم من ضعف الإرشاد والتوعية من قِبل المرشدين الأكاديميين وعدم توفير البيئة التعليمية المناسبة في فترة التعلم عن بُعد، أثّر ذلك وبصورة كبيرة في المستوى الأكاديميّ للكثير من الطلبة، حيث يُعتبر الطبّ من أصعب التخصصات وأكثرها دسامة، لكن الأمر الأعظم أن تلك الآثار تجاوزت العامين، وأحدثت تأثيراً كبيراً إلى الآن؛ حيث أدى إلى تأخر الكثير من الطلبة عن خطتهم الدراسية لأكثر من 7 سنوات، ودخولهم لملاحظات أكاديمية سبّبت مشاكل في تسجيل المواد والانتقال للمراحل المتقدمة، إضافةً إلى المشاكل النفسية التي عانوا منها والتي امتدت إلى الآن (وأنا شخصياً أُصِبتُ بمرض الاكتئاب والذي يُعتبر ثاني سبب للإعاقة في العالم، ومن أعقد الأمراض النفسية المثبَتة علمياً). ولكن للأسف لم يتم إيجاد حلول لكل ذلك، فهل سيُنظر للأمر من قِبل الإدارة؟ وهل سيتم الوقوف بوجه تلك المشاكل ومحاولة حلّها بأسرع وقت ممكن؟ لإنقاذ أولئك الطلبة المتضررين، وحفظ طاقاتهم الشبابية، وبناء مستقبلهم ومستقبل عُمان ورفع رايتها؟ أم أن طاقتهم ستُخمد لظروف لم تكن بأيديهم؟