مقال : إلى الجهات المعنية…رفقًا بالغبرة الشمالية
عبدالله بن علي الحمادي
علمتني تجربتي في الحياة ألا اكتب مقالًا أو تغريدة حتى لا يُظن أنني استهدف هذا أو ذاك، لكن عندما يكن الأمر يستحق الكتابة لغاية لفت النظر أو التذكير فإن الصمت قد يزيد الطين بلة مثل “ما” يُقال ولا أريد الإطالة هنا ، إنَّ ما دفعني لهذا المقال ألخصه في الآتي، شارع الصفة المستغيث هو أحد الشوارع الداخلية ذو الخط الواحد في منطقة الغبرة الشمالية والذي لا تتعدى مساحته الكيلومتر الواحد حتى تصل منه لخارج المنطقة باتجاه الشارع العام، وسط حي سكني مأهول بالسكان، وتقع على جانبيه العديد من المؤسسات الخاصة. وكان لهذا الشارع نصيب وافر من مشروع الصرف الصحي الذي كان له نصيب من الإيجابيات، ولكن السلبيات كانت أكثر من وجهة نظري .
إن تجربة قيادة المركبة في هذا الشارع تشعر السائق بمن يُكابد أمواج البحر العاتية ، كيف لا والشارع ملئ بالحفر التي تمت معالجتها بشكل سطحي بعد الانتهاء من هذا المشروع في المنطقة.
ناهيك عن كون الغبرة الشمالية وخصوصًا شارع الصفة إحدى المناطق التجارية الهامة، فهي تضم الفنادق والشقق الفندقية والمطاعم، وغيرها، ويتم حاليًا بناء مستشفى خاص على مساحة واسعة تقع الواجهة الأمامية لهذه المستشفى على هذا الشارع، كما توجد أيضًا مدرسة خاصة ذات المستوى الأول لغير العمانيين، والتي تقوم حاليًا بعمل توسعة لمبانيها لاستيعاب المزيد من الطلاب ، وإلى مراحل دراسية أعلى، ولا ننسى هنا التأكيد على وجود عدد كبير من المطاعم على هذا الشارع والتي يشكل وقوف السيارات أمامها بشكل عشوائي ولفترات طويلة وبالأخص في الفترة المسائية نوعًا ما ، فهذا هو هم آخر يضاف لمعاناة مستخدمي هذا الطريق .
إن المعاناة التي يكابدها مستخدمي الطريق وخصوصًا المقيمين على هذا الشارع في هذا الوضع القائم لا يُحتمل وخصوصًا من الناحية المرورية، وبالأخص من الساعة 7 صباحًا إلى 12:30 بعد منتصف الليل، كما يشكل وجود مدرسة أخرى خاصة من العيار الثقيل عائق آخر يزيد من هذه المعاناة، فهذه المدرسة تمتلك أكثر من (16) ستة عشر حافلةً لنقل الطلاب ترسم خطًا كاملًا لا يستطيع أن يتجاهله المارة في أي وقت أثناء وبعد انتهاء الدوام المدرسي، إذ تقف هذه الحافلات بعد إنزال الطلاب في الواجهة الأمامية للمدرسة والتي يفترض أن يكون لها مكانًا مخصصًا لإنزال وتحميل الطلاب مع بداية ونهاية الدوام المدرسي داخل الحرم المدرسي كما هو متعارف عليه أسوة بجميع المدارس الحكومية كانت أم الخاصة، إلا أن عدم مراعاة ذلك وعدم توفير مساحة داخل المدرسة لهذه الحافلات جعل الأمر أكثر صعوبةً على السكان، كما أثر ذلك أيضًا في جعل أولياء الأمور يقفون أمام منازل السكان المجاورين للمدرسة لإنزال وتحميل أبنائهم مع نهاية الدوام المدرسي، ضف إلى ذلك وجود عدد من المعلمين والتي تقف سياراتهم أمام منازل المواطنين بشكل يومي غير مبالين بمعاناة أصحاب هذه المنازل، بالإضافة إلى قيام المدرسة ببعض الأنشطة أثناء أيام العطل والإجازات، واستخدام مكبرات الصوت في بعض الفعاليات، والأجهزة المختلفة غير مبالين بحق السكان بالراحة في فترات إجازاتهم الأسبوعية.
إن الجهات المعنية بمنح التراخيص لهذه المدارس والمطاعم وغيرها من الأنشطة التجارية على شوارع المناطق المأهولة بالسكان كشارع الصفة هذا، معنية بإعطاء هذا الموضوع مساحة واسعة من الدراسة والتخطيط كي لا يجعل من وجود ذلك الكم الهائل من المناطق التجارية عبء كبير سواء على سكان المنطقة أو على الضغط في توفير الخدمات من قبل الحكومة لهذه المناطق التجارية، فالشوارع لا تتحمل كل هذه الضغوطات عليها، فبعض الشوارع العمر الافتراضي لها واشك على الانتهاء ومع ذلك لا تحظى بالاهتمام الكافي من الجهات المعنية، ومن هنا فإن على المسؤولين عن هذه الجوانب السعي لإيجاد الحلول لهذا الوضع المتأزم في هذا الشارع المأهول بالسكان، وأنا اعتقد أن مثل هذه المؤسسات الخاصة والمطاعم وبهذا العدد الكبير، يلزم الأخذ فيها برأي الجهات المعنية من شرطة عمان السلطانية قبل منح هذه التراخيص، والعمل كذلك مع وزارة التربية والتعليم ووزارة التجارة وبلدية مسقط والجهات ذات العلاقة جنبًا لجنب للخروج من هذه الأزمة ، وليس بمستغرب ونحن في ظل قيادة تتسم بنظرة ثاقبة ومستنيرة ، أن نقف كمواطنين مع حكومتنا الرشيدة للتحسين والتطوير، والدعوة هنا موجهة إلى من يهمه الأمر لزيارة وتقييم الوضع الحالي في هذا الشارع وخصوصًا وقت الذروة، وبما أنني أحد المواطنين المقيمين على هذا الشارع فأننا نسألكم الرأفة بنا .