سميحة الحوسنية
بين ديسق ثلج يحتضنه صقيع الشتاء وقرمزية ورد تناثرت على صفحات الحياة يمر قطارٌ سريعٌ لتبدأ رحلة جديدة في حياتنا، ونصادف الكثير من الأرواح الطاهرة، وقد تساقطت الكثير من الأقنعة عند آخر محطة، ومزقنا الكثير من الرسائل والصور، فتراكم عليها الثلج، وحرقناها بدموع تساقطت كالجمر لتخفي ملامحها فيكتنفها الضباب فلوّحنا لها وداعاً لن يجمعنا مجدداً لقاء…
يغادر القطار ونمر على الأكواخ والغابات، وتلوّح أيادي الصغار كلما سمعوا صفارته بين ورد أصفر وخضرة نظرة، وتساقط حبات الرذاذ نفتح النوافذ ونشرعها للحياة لنستقبلها بكل حب، ونحطم زجاج الوهم والأكاذيب..
(نعمة الجميلة) سيبقى عطرك يوقد شموع الليل ويفوح في الأجواء.. ستظلين دافئة مهما كانت قساوة الصقيع، سيكبر الأمل وستشرق شمس الحياة لتبدئي من جديد فلا شيء يستحق كل هذا العناء… الموت وحده يجعلك تغادرين بلا عودة.. لا تتحطمي بل ارقصي على أوتار حزنك؛ لتكتشفي لحنا للحياة، لا ترتدي الأسود كقطة سوداء لا تعرف إلا الظلام والقفز على جدران الفقد، كوني كالطائر يحلق في سماء عالية لا ترهقه المسافات، سنغادر ذات يوم بلا موعد وستطوي الحياة كل الصفحات…
بين فنجان قهوة ساخنة وكتاب تتراقص أحرفه بالأمل وعشق الحياة، نرتشف مرّها لنحتسي بعدها كؤوسا صنعت من قطع السكر الملونة ما بين عام (٢٠٢٢و٢٠٢٣) كانت حالة إجهاض متعبة ومرهقة، لتزهر الحياة بولادة حقيقية للأمل والتفاؤل وزوال الآلام، بداية جميلة ومزهرة لكل القلوب، فالحياة كالقطار لا يتوقف إلا في المحطات، قصص تتجدد، وأرواح تحتويك بلا موعد..
شكراً لكل من يمنحنا الأمل في محطات الحياة ..فكانوا كالبلسم في تخفيف أوجاعنا، وأخلاقهم كانت مدرسة نتعلم منها الكثير…
شكرا لتلك الأرواح التي غادرتنا ولا نأمل أن تجمعنا بها الأقدار، شكراً للإيجابيين في حياتنا ممن يجعلون الحياة أجمل سواء كانوا في العائلة أو العمل أو وجوه قابلناها وانطلق بنا القطار معاً ….
فكم هي الحياة جميلة بوجود تلك الطاقات الإيجابية من حولنا يزهرون الحب والأمل وما أجمل بعض الصدف… .
