الإساءة للعلماء في زمن الرويبضة
الإعلامية والكاتبة نانسي نبيل فودة
زمن الرويبضة هو زمن من الأزمنة تختلف فيها الموازين والقيم وينتشر فيها التضليل والفساد والخداع، كما أشار إليها الرسول الكريم في حديثه الشريف، عن أبي هريرة رضي الله قال:
(سيأتي علَى النَّاسِ سنواتٌ خدَّاعاتُ يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ ويُكَذَّبُ فيها الصَّادقُ ويُؤتمنُ فيها الخائنُ ويُخوَّنُ فيها الأمينُ وينطِقُ فيها الرُّوَيبضةُ).
قيلَ: وما الرُّوَيبضةُ؟
قال: (الرَّجلُ التَّافِهُ في أمرِ العامَّة). “أخرجه ابن ماجه بسند صحيح”.
كما أشار أيضا إلى ذلك عددا من علماء الدين الإسلامي إننا قد وصلنا إلى زمن الرويبضة وإن هذا الزمان هو زمن من يتحدث في أمور الناس هو الشخص السفيه أما الشخص العاقل ذو العلم لا يجد لنفسه مكانا في المجتمع، حيث يتكلّم في شؤونهم من يكون خبيث اللّسان، ويستعطف الناس؛ ليمهد لنفسه طريقا ينشر فيه النفاق والخبث والأفكار السيئة.
وقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم: أن زمن الرويبضة يعد من العلامات التي تدل على اقتراب قيام الساعة، حيث يظهر فيها الحملات الممنهجة على العلماء والتقليل منهم واقصائهم، عن طريق دخول بعض الجهلاء والمفسدين، وفتح أبوابا؛ لتسلل الفسق والفجور والعمل على محاولة الهدم في تحطيم الثوابت الدينية، وتغييرالعلم، وأسس الشريعة، وما نراه في الفترة الحالية من الازدحام الكبير للفتن ومروجيها، ما هي إلا أساليب التضليل وزعزعة الثقة في الفكر الصحيح للدين، ونشر معلومات مغلوطة وأفكار تروج إلى مصالح غربية وعلمانية من خلال وسائل الإعلام والصحف مع غياب الرقابة، كما انتشرت الوسائل الإلكترونية بشكل أكثر؛ للترويج لمثل هذه الأفكار عن طريق برامج اليوتيوب والتيك توك والتي تأخذ من الكثير من الشخصيات العلمية والدينية موضع للسخرية والتهكم، مع التقليد الأعمي للأخر ولم تقتصر الرويبضة على هذا، بل تطرقت إلى علماء الدين الأجلّاء الذين كرّسوا حياتهم من أجل دينهم ونقل التفسير المبسط والصحيح للدين إلى المجتمع؛ لتكون لهم دروسا حياتيه، تعصمهم من مهالك الدنيا، وتكون لهم دليلا للطريق الصحيح للعيش في مجتمع تحكمه المبادئ الأخلاقية السليمة، فحوربوا بشتى الوسائل من قبل الفاسقين والجهلاء، وعلّموا المغرضين والمنافقين على وضع تفسيرات للآيات القرآنية تحث على العنف والإرهاب، لتستقطب الكثير من الأفراد الجهلاء الذين ينصتون دون أدنى علم ووعي، ليصبحوا أفراد مرددين محرضين يتحدثون العلم والدين من خلال مسامعهم ومصالحهم فقط، لايهمهم أمور دينهم ولا مجتمعهم ولا بلادهم، يسعون إلى نشر الأفكار المتطرفة ليصبح مجتمعا فاسدا، فعقولهم وقلوبهم خاوية، يستخدمون ألسنتهم في إقناع غيرهم بأساليب الخداع لتغيير الحق بالباطل؛ لهدم الرموز الإسلامية التي تعيش وتموت من أجل تفسير وإعلاء ونشر الدين الحق.