رحلتي إلى شمال إيران (٢) يوم السفر والوصول
خلفان بن ناصر الرواحي
بعد ما تطرقنا في المقال السابق إلى بعض الخطوات المهمة التي يجب أن تُوضع في الحسبان، فإننا نضيف عليها أهمية ترتيب حقيبة السفر، والتي تعد من الخطوات التي يجب كل مسافر تنفيذها بشكل دقيق، فعليه أن يضع فيها كمية مناسبة من ملابسه تتناسب مع طبيعة الحالة الجوية في المكان الذي سيسافر إليه بعد التأكد من جميع التفاصيل عن وجهة السفر، كما يجب أن تحتوي على الأغراض الشخصية المهمة، وأية أشياء أخرى تلزم للسفر؛ لذلك من الضروري حمل الأغراض المهمة فقط دون مبالغة أو تكلف وبألّا تكون أكثر من الحاجة، أو حمل غرض آخر ليس ذا أهمية، فقد يكون سببًا في زيادة وزن الحقيبة عن الوزن المسموح به حسب نظام الشحن المتعلقة بكُلِّ طيران.
كذلك بالنسبة لضرورة الاهتمام بالأمور المنزلية قبل السفر، سواء كان يعيش المسافر وحيداً في منزله، أو إذا سافر بعضٌ من أفراد العائلة أو كاملة معه وتركت منزلها خلفها، ففي هذه الحالة عليه أن يرتب الأمور المنزلية بناءً على المدة الزمنية التي سيترك فيها المنزل، كالتأكد من الأجهزة الكهربائية، ودفع فواتير المياه، والكهرباء، والهاتف المترتبة على المنزل، ووضع الأشياء التي تحتاج إلى عناية دائمة أو ثمينة تحت تصرف شخص من الأهل أو الجيران، أو مجموعة من الأشخاص الموثوق فيهم؛ فلهذا وضعنا كل ذلك في الحسبان قبل سفرنا.
وبالإضافة لذلك وقبل الانطلاق نحو وجهة السفر، تم التأكد أنّ كل شيء صار جاهزًا، ومن ضمنها المستندات والوثائق المطلوبة، كجوازات السفر وشهادات التحصين الخاصة بمرض (كوفيد-١٩)، ثم تأتي بعد ذلك الخطوة الأخيرة لمغادرة المنزل والانطلاق نحو وجهة السفر بتوفيق الله تعالى.
لقد كانت الانطلاقة من منزلنا (بوادي بني رواحة بولاية سمائل) إلى مطار مسقط الدولي صباح يوم الأربعاء تاريخ ٣ أغسطس ٢٠٢٢م، الساعة الحادية والنصف صباحًا، وهذا المطار الذي شيّد بتحفته المعمارية الجميلة والرائعة، والخدمات المميزة، فضلًا عن النظام والتنظيم المتميز؛ ما يجعل وقت المسافر في الانتظار أو الوصول إليه مريحًا؛ وذلك بفضل الله، ثم باهتمام حكومتنا الرشيدة بمثل هذه المشاريع الحيوية.
يقع مطار مسقط الدولي على بعد ٣٢ كم تقريبًا من العاصمة العُمانية مسقط، ويمتد على مساحة مقدارها حوالي ٥٢٥٠ فدانًا، افتتح المطار رسميًا بتاريخ ٢٣ ديسمبر ١٩٧٣م، وكان يسمى بمطار السيب الدولي، ثم غُيرت التسمية إلى مطار مسقط الدولي في ١ فبراير ٢٠٠٨. وتم الافتتاح الرسمي للمبنى الجديد في ١١ نوفمبر ٢٠١٨م، ويرمز الاسم الجديد إلى العاصمة مسقط بتاريخها العريق، كما أنه تمّ الحصول على الموافقات اللازمة لتغيير الاسم من منظمة الطيران المدنيّ الدوليّة، وأصبح مطار مسقط الدوليّ اليوم معروفاً عالميّا بهذا الاسم؛ إذ لعب مطار مسقط الدولي دورًا مهمًا في نمو السياحة والقطاعات الاقتصادية المختلفة، ومن الأسباب لإعادة بناء المطار وتشكيله في السنوات الأخيرة، هو القدرة على استيعاب المزيد من السائحين، وبالفعل يتميز المطار الجديد بالعمارة العمانية، وأحدث التقنيات، وخدمة الركاب المحسنة. ويصنف حسب معايير الطيران المدنى الدولية على أنه ضمن المطارات المثالية؛ حيث يستوعب ٢٠ مليون مسافرٍ سنويًا ليرتفع العدد إلى ٥٦ مليون مسافر فى المراحل اللاحقة.
لقد كنّا على موعد الإقلاع من مطار مسقط الدولي الساعة الثانية وأربعين دقيقة ظهرًا بتوقيت سلطنة عُمان، وعلى أمل الوصول في تمام الساعة الخامسة وخمسين دقيقة بتوقيت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، على متن الرحلة المتجهة من مطار مسقط الدولي إلى مطار الخميني الدولي بطهران عن طريق طيران السلام العُماني، فإنه قد حدث تأخير لإقلاع الطائرة عن الموعد المحدد، فكان الإقلاع من مطار مسقط في تمام الساعة الثالثة والربع تقريبًا والوصول لمطار الخميني بطهران في تمام الساعة السادسة والنصف مساءً بتوقيت طهران، وقد كانت هذه التجربة الأولى لنا بالنسبة للسفر على متن طيران السلام.
وحسب الاتفاق مع المترجم الإيراني بوصول السائق في الوقت المحدد سابقًا حسب الوقت المتوقع المشار إليه أعلاه، فإن التأخر في وقت الوصول وإجراءات الأمن والسفر في مطار طهران قد أخرتنا كثيرًا عن الوقت المتوقع، وخرجنا من مطار الخميني بطهران في تمام الساعة السابعة والنصف مساء بتوقيت إيران، وبعدها تمت الحركة من مطار الخميني بطهران إلى (مدينة كلاردشت) بشمال إيران عبر طريق مسفلت وملتوٍ عبر منطقة جبلية وأودية، وهذا الطريق ذو اتجاهين مفردين وليس مزدوجًا، والوقت الذي وصلنا فيه كان وقت ذروة الزحمة فيه؛ حيث تعبره مختلف أنواع السيارات، ومنها الشاحنات والمعدات الثقيلة والمتوسطة. فبالرغم من أن المسافة من مطار الخميني بمدينة طهران إلى مدينة كلاردشت بشمال إيران يقدر بحوالي ١٥٠ كم تقريبًا فإن الوقت استغرق تقريبًا أربع ساعات بسبب الزحمة والالتواءات الموجودة في ذلك الطريق، فكان الوصول إلى مقر الإقامة في تمام الساعة الحادية والنصف ليلًا بتوقيت إيران. علمًا بأن الخدمات متوفرة على جانبي هذا الطريق ومتقاربة في المسافة، ويمكن الاستمتاع ببعض المناظر الطبيعية الخلابة على طول مسار الطريق وقت النهار.
نعم، لقد كان مسار الوصول إليها لا يخلو من المغامرات وبعض الصعوبات، لكن أكان الاستمتاع ببعض المناظر الطبيعية الخلابة على طول مسار الطريق وقت النهار عاملًا في تخفيف تلك الآلام، ومحفزًا لتوقع الأجمل؟
هذا ما سنتعرف عليه في مقالاتنا القادمة إن شاء الله.