2024
Adsense
مقالات صحفية

ألديك أحلام تحققها؟!

د. محمد عزيز عبد المقصود
أستاذ لغويات مساعد بكلية اللغة العربية
جامعة السلطان عبد الحليم معظم شاه الإسلامية العالمية ماليزيا
الإيميل /mohamedaziz@unishams.edu.my
mohammadaziz1974@yahoo.com

لعله سؤال يطرح نفسه بين الحين والآخر عندما يراجع كل منا ملفاته، ويفتش فيما عمله خلال فترة من عمره، فما الذي حدده؟ وما الذي تحقق منه؟ وهل بإمكانه أن يعدل من استراتيجيات أحلامه التي لم تتحقق؟ وأليس هناك طموحات تطرأ وتستجد؛ فتحتاج منا أن نوليها اهتمامنا وأولوياتنا؟ أحقا عندنا أحلام نريد تحقيقها أم أننا لدينا أوهام وأضغاث أحلام، ونحيا بلا أهداف محددة؟

أسئلة -وغيرها كثير- تحتاج منا إجابات محددة؛ كي نرسم مستقبلنا، ونحدد معالمه؛ ومن ثَمَّ تريد منا كل الصراحة والوضوح، وأن نتحلى بالصبر والأناة، والمصارحة والمكاشفة، وأن يرى كل منا فيما يعمله ويقدمه أملا في تحقيق أحلامه وطموحاته بعد تحديدها، وما ذلك على الله ببعيد!

ولعل ما يسمى -مثلا- بملف التقييم السنوي للعاملين هو صورة حقيقية لما نتحدث عنه هنا، فعندما تعلم وأنت في مؤسسة ما أن هناك تقييما سنويا لما تقوم به وتقدمه من أنشطة متنوعة، وأن درجة ترقيك تعتمد على محتويات ملفك؛ حينها تبدأ في السؤال عن أسس التقييم ومحاوره، وكيفيته، وما الاستراتيجيات المثلى التي تمكّنك من إنجاز المطلوب منك في إتقان محكم قدر الإمكان، وينال الرضا والقبول؟

فعندما تكون رؤيتك واضحة، وأهدافك محددة، فسوف تستطيع تحقيق ما تحلم به، وتصبو إليه، وأذهب أبعد من ذلك فأقول: إنك ستنمي قدراتك ومهاراتك التي تؤهلك لتطوير ذاتك وتقديم أفضل ما لديك؛ ومن ثَمَّ ستستشعر أنك فعلت شيئا ذا قيمة، وسيعود نفعه عليك وعلى الآخرين.

تعالوا نبرم اتفاقا مع أنفسنا لإنجاز شيء نحلم به، بعيدا عن التنظير وحواشيه، فقد تكون هناك عقبات ستواجهنا منذ الوهلة الأولى، لكن.. مهما كان الأمر صعبا فإننا نعرف الممكن، فلا مجال للاستحالة التي نعلّق عليها ضعفنا وكسلنا وسقوطنا وتراجعنا وقلة حيلتنا، ولنتذكر دائما قول أبي القاسم الشابي في قصيدته “إرادة الحياة”:
ومنْ يَتهيَّبْ صُعودَ الْجبال ***
يعشْ أبَــدَ الدّهــرِ بيــنَ الْحُــفرْ

فلا مجال للخوف، احذفه من معجمك، فقد تتعثر في إنجاز ما تحلم به، وقد تسقط قدمك مرة ومرة وأنت تسير في طريقك نحو هدفك، فلا تستسلم.. قم.. وانهض.. وانفض غبارك.. واعمل.. واجتهد.. فأنت قادر.. وفي داخلك قوى خفية تحتاج منك أن تؤمن بها؛ لتمدك بشعلة النشاط التي تلهب نفسك وتمدك بالعزيمة والإرادة والإصرار والتحدي مع ذاتك أولا ومع الآخرين ثانيا، وستنجز –بإذن الله- هدفك وسترى حلمك أمامك وقد أصبح واقعا ملموسا؛ وحينها ستتذوق حلاوة طموحك الذي كم تمنيت أن يكون.. وقد كان!

واعلم -يقينا- أن إنجازك على قدر عملك، وتحقيق حلمك على قدر إيمانك به، وستكبر.. وتكبر معك أحلامك وطموحاتك..، وثمة طرق ومسالك ستسلكها في سبيل تحقيق هذه الأحلام وتلك الطموحات..، ولا تستصعب منها شيئا وإن بدا على غير توافق معك، فأنت عندك الكثير والكثير..، ولا تنسَ أنك من الذين لديهم أحلام في حياتهم يريدون تحقيقها، فكن أهلا لذلك يكن لك ما تريده.

ما تحدثنا عنه سابقا يعد ملفا دنيويا قد نبذل فيه كثيرا لننجزه وهو مطلوب، فما بالنا لو كان هدفنا أن نأخذ من الدنيا للآخرة؟ ألا يستحق هذا الملف منا أن نخطط له من الآن؟ أليس هناك ملف أوضح وأضمن من هذا في تحقق أهدافه وأكثر لو آمنا بما نريده، وسعينا إليه بالعلم والعمل معا؟
أسئلة مطروحة.. وإجاباتها تحتاج وقفة مع النفس، وسنسأل فُرادى، وصدق الله تعالى القائل في محكم آياته:”وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ”. (الصافات:24).

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights