التغيير للأفضل، ستجد نفسك أفضل
بدرية بنت حمد السيابية
حين تختلف الآراء والأفكار بأنواعها المختلفة، والتي تشمل مواضيع حدّدَتها المواقف والأحداث، منها تصادف الناس، بمعنى:
عند ذهابك إلى مكان قد اخترته بعناية، ولكن في كل مرّة تلاحظ أن ثمة شيئا مختلفا في ذاك المكان، مع العلم أنك تلاحظ هذا التغيير ولكن بسبب حبّك واهتمامك للشيء، فإنك لا تهتم بالتغيير الحاصل، ولكن هذا التغيير يكون للأفضل، فتجد نفسك في تغيّر خارجيّ وليس داخليا.
بعضهم يجد التجديد والتغيير ضروريا في الحياة، وهذا ما يجعل حياتنا لها طعم آخر، وكأنك تتذوق أصنافاً كثيرة من الطعام، وتميّز بين الطعم الحلو والمرّ، كالأشجار الوارفة تتجدد أوراقها لتواجه تغيّرات المناخ، وتضفي شكلاً جديداً على الطبيعة.
التغيير والاختلاف هو سنّة الله في الكون.
التغيير هو التطوّر، هو التجديد، هو صفحات كتاب الزمن، في كل يومٍ صفحة جديدة لا تتكرر، فلا تقلب الصفحة التي تليها إلا بعد أن سطّرت منجزاتكَ وعطاءاتكَ وبصماتك وآثارك وأهدافك القادمة، واكتسبتَ خبرات جديدة تبني عليها القادم.
التغيير مطلوب، ولكن لا تعكس العملية، بمعنى: إن كنتَ شخصاً مهتماً بمن حولك بكلماتك الطيبة، بمساعدتك للآخرين، بمواصلة تحقيق أحلامك التي رسمتها في مخيلتك، وتسعى لتحقيقها، هل تغيّر كل هذا بسبب موقفٍ حدث لك وأثّر فيك؟ ليس هذا التصرف الجيد، بل واصل وأكمل ما توقفت عنده واكتبْ نقطةً لنهاية جميلة.
التغيير السلبي نحتاج انتزاعه من جذوره؛ حتى لا يعود إلينا، نحن نحتاج لصفحات ناصعة البياض لنسطّر بها كلّ حُلم عانَق أرواحنا بالإيجابية والودّ، ونزهو عبر الأيام والأزمان لنترك أثراً طيّباً يُذكر لنا بعد مغادرتنا لهذه الحياة، حبّ التملّك ليس هو كلّ شيء، فأنت تتمسّك أو تعلّق نفسك بسرابٍ لن يدوم لك للأبد، التغيير للأفضل هو مسارٌ تمشي فيه ليوصلك إلى برّ الأمان – لقوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: من الآية 11].
غيّروا طباعكم، غيّروا وجهتكم ومساركم للأحسن، غيّروا الأماكن الضيّقة لقلوبكم، غيّروا أسلوبكم القاسي، غيّروا كلّ ما تجدونه غير مرغوب فيكم، فالتغيير أفضل من التصنّع، وكلما استخدم الإنسان عقله، كان أقدر على التجديد والتطوير والتغيير.