مشروع لإنشاء بنك الجينات لحفظ الأصول الوراثية بالتجميد
مسقط – النبأ
أنهت هيئة البيئة النسخة الأولى من مشروع إنشاء بنك الجينات لحفظ الأصول الوراثية للحيوانات البرية ذات القيمة الاقتصادية بالتجميد خارج موقعها الأصلي، وذلك من خلال اعداد وتنفيذ مهمة عمل ميدانية بمحمية الكائنات الحية والفطرية بمحافظة الوسطى، وبالتعاون مع مركز موارد التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وشؤون البلاط السلطاني ممثلا بمركز توليد الحيوانات البرية.
ويأتي هذا المشروع بهدف حفظ المادة الوراثية بالتجميد من الحيوانات البرية خاصة المهددة منها بالانقراض لضمان استدامتها، عبر توفير مادة وراثية احتياطية تمكن من إمكانية استعادة الأصول الوراثية في حالة فقد السلالات الحيوانية بسبب الأمراض أو الكوارث الطبيعية، لتعزيز الحفظ والاستخدام المستدام للموارد الوراثية الحيوانية في السلطنة ومنعها من الانقراض، وكذلك توفيرها للطلبة والباحثين المهتمين بالموارد الوراثية الحيوانية من الحيوانات البرية.
وتعتبر بنوك الجينات الحيوانية هي المصدر الفريد للتنوع الوراثي والذي يفيد في برامج تربية الحيوان، حيث توفر هذه البنوك مرافق تخزين للمادة الوراثية بكافة أنواعها والتي هي عبارة عن مجموعة من الموارد الوراثية للكائن الحي مثل عينات دم، بويضات، أنسجة، خلايا، وغيرها، ويعد الحفظ عن طريق التجميد ( Cryopreservation) ، احدى الطرق المثلى التي تساعد في الحفاظ على التنوع الوراثي لسلالات الحيوانات البرية لضمان استدامتها ومنعها من الانقراض.
وفي حديث للفاضلة نوال بنت خلفان الشرجية أخصائية نظم بيئية بهيئة البيئة قالت بأن بنوك الجينات تستخدم على نطاق واسع في العديد من البلدان للحفاظ على مواردها الوراثية بغرض حمايتها من التقلبات الغير متوقعة، وكذلك تستخدم في إعادة توطين الحيوانات في الحياة البرية من خلال إعادة تشكيل العشائر الحيوانية من السلالات ذات الأهمية الاقتصادية أو المهددة بالانقراض، هذا بالإضافة إلى الحفاظ على المادة الوراثية كنسخة احتياطية يمكن الاستفادة منها مستقبلا وإعادة استخدامها عند الحاجة، كما أن المواد الوراثية المحفوظة تتيح الفرصة لإجراء الأبحاث في مجال تقليل الطفرات الوراثية الغير مرغوبة ومشاكل التربية الداخلية.
وأضافت بأن هذا المشروع ينفذ على مدى ثلاث سنوات، وسيقوم بحفظ المادة الوراثية من الحيوانات البرية المتواجدة في المحميات الطبيعية التابعة لهيئة البيئة ومراكز الإكثار والتوليد وحسب توفرها وتشمل الغزال العربي، غزال الريم، المها العربية، النمر العربي، الوعل العربي، الوعل النوبي، الأرنب البري، مع مراعاة السلالات النادرة والمهددة بالانقراض، بهدف إعادة توطين هذه الحيوانات في الحياة البرية والتي قد تتعرض للانقراض بسبب تغير المناخ او الكوارث الطبيعية.
وأشارت بأن من مهام فريق المشروع هو جمع عينات (أنسجة ، دم ، شعر ،بويضات ، وخلايا ، وغيرها ) من الحيوانات البرية الموجودة بمختلف محافظات السلطنة وسيتم توثيق وتصوير جميع الحيوانات التي سيتم أخذ العينات منها – سواء كانت حية أو ميتة- وذلك باستخدام أدوات التصوير والأجهزة المصممة خصيصا قبل التجميد ،أما عينات المادة الوراثية التي سيتم جمعها سوف تحفظ بالتجميد في النيتروجين السائل على درجة حرارة – 196 درجة مئوية. تحليل العينات باستخدام البروتوكولات العلمية المعتمدة وتخزين جميع البيانات الخاصة بها في قواعد بيانات خاصة بالمشروع مع الحماية الكاملة باستخدام تطبيقات خاصة.
ومن النتائج الأولية للمشروع ذكرت الشرجية بأنه بلغ إجمالي العينات التي تم جمعها من الحيوانات البرية بمحمية الكائنات الحية والفطرية (62) عينة دم، (62) عينة شعر، وتم مراعاة الاختلافات بين الحيوانات البرية التي تم تجميع العينات منها بحيث تكون العينة ممثلة من مختلف الاعمار والاجناس، حيث شملت العينات حيوانات ذكور وإناث كذلك كانت من حيوانات بالغة وأخرى غير بالغة، وتم وضع العينات داخل العبوات المخصصة وتبريدها بواسطة الثلج حيث تم نقلها إلى المختبر المخصص للمشروع وحفظها على درجة حرارة – 80 درجة مئوية تمهيدا للبدء في التحليل الجيني واستخراج الـ DNA ، كما قام أعضاء الفريق من مركز توليد الحيوانات البرية بشؤون البلاط السلطاني بإرسال عدد 28 عينة من المركز متضمنا عينات من المها العربية والوعل العربي والوعل النوبي والغزال العربي وغزال الريم .
وفي ختام حديثها أشارت بأن النتائج المتوقع تحقيقها من هذا المشروع الوطني والعائد المستدام على عمان يتمثل في الحفاظ على السلالات الحيوانية للحيوانات البرية المحلية ذات الأهمية الاقتصادية أو المعرضة لخطر الانقراض من أجل ضمان استدامتها وصونها، وإنشاء قاعدة بيانات للمادة الوراثية من خلال جمع وحفظ البويضات والخلايا والأجنة والحمض النووي وغيرها من مؤسسات ومراكز بحثية وأكاديمية مختلفة في السلطنة، توفير نسخ احتياطية من المادة الوراثية من الحيوانات البرية المهددة بالانقراض.