المواعيد الوهمية
مريم الشكيلية
إنني أتسائل قبل أن يزحف الشتاء على تمدد الليل الطويل هل ممكن أن نصل إلى تلك المواعيد الوهمية؟.. دون أن تهتز أقلامنا محدثة حفيف أصواتها على أرضية الورق…
إنني أتعجب كيف تمتلك تلك الأحرف الكتابية الصماء تحديد معالم الوجوه بتلك الطريقة التي تبعث على الدهشة… وتلك الأضواء الحبرية التي تملك القوة في أن تقلب العالم رأساً على عقب دون أن تترك لك شيئًا تتكئ عليه…..
إنني أجلس مستقرة على رصيف الورق الأصفر أراقب تقلبات أمزجة الفصول على تلك الوجوه التي تمر من أمامي… وتلك الأرواح التي تجر خيباتها تحت أثوابها الباهضة وترمم تجاعيدها بمساحيق زائفة….
كنت على بعد مسافة من ذاك الموعد الوهمي الذي تصادف أن يكون على الورق في الجانب الآخر من الحلم… وكأن تلك الكراسي المقلوبة لم تنتظر زوارها فقدت المقاهي أحاديث جدرانها…
كنت قاب فصلين من توهجك حين أخرجك الوهم من تداعياته المحتومة.. ومن تدفق الكلمات حمم مفرداتها من قاع قلمي…. وكنت على يقين بأنك تقرأ انكسارات أبجدية الورق المثنية عند آخر السطر…..
قاتل حرفي بشرف بالنيابة عني في معارك الحياة الوهمية… وكنت أنت الطرف الأقوى حين خطف ضوء حبرك الأحرف الكتابية التي تنصلت منها رسائلنا….