2024
Adsense
مقالات صحفية

جولة في ربوع محافظة الداخلية

الجزء الأول:

خلفان بن ناصر الرواحي

في صباح يوم الجمعة ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٤هـ، الموافق ٢١ أكتوبر ٢٠٢٢م، انطلقنا بصحبة الأسرة الكريمة في جولة مفتوحة في ربوع الطبيعة وبعض القرى من ولايات محافظة الداخلية من سلطنة عُمان، وكان تصورنا المبدئي بأن نقضي يومنا في إحدى الواحات الصحراوية لنعيش متعة المكان المفتوح وخصوصًا في هذا التوقيت من بدايات فصل الشتاء؛ حيث اعتدال الطقس وانخفاض درجات الحرارة، واخضرار بعض الأشجار الصحراوية، مثل شجر السدر وغيرها من الأشجار المشابهة، فانطلقنا بتوفيق الله من المنزل في حدود الساعة التاسعة صباحًا، وفي طريقنا لمسافة قصيرة خطر على بالنا اختيار بعض الأمكنة التي لم نزرها من قبل، وبعد التشاور اتفقنا على هذا الرأي.

لقد كانت محطتنا الأولى للدخول في مسار مجرى وادي حلفين، فكانت البداية لمشاهدة آثار الفلج القديم وشواهد السواقي المبنية من الجص العُماني – ما يسمى بالصاروج محليًا- على امتداد عشرات الكيلو مترات؛ حيث إن هذا الفلج كان يُعد من أكبر الأفلاج حسب الشواهد والروايات المتداولة التي تروي حقبة الأحداث الماضية عندما غزى عُمان أحد الولاة في العهد العباسي، وهو ” محمد بن نور السامي القرشي، والي عباسي أيام الدولة العباسية، كان له تاريخ مع سلطنة عُمان؛ إذ إنه عُرِفَ بمحاولته تدمير المنابع المائية والأفلاج في عُمان وخاصة عين الكسفة. ولذلك عُرِفَ فيما بعد عند العُمانيين باسم محمد بن بور؛ حيث أمر بإلقاء الصوف والشوك فيها ثم طمرها بالتراب، ولكن بعد فترة انبثقت العين من جانب آخر، وهو المكان المشاهد حاليًا ويقع المكان القديم بجانب العين الحالية”.[ويكيبيديا].

علمًا بأنَّ عين الكسفة تقع في ولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة.

ثم بعد ذلك انتهزنا هذه الفرصة أيضًا للمشي في وادي حلفين لمسافة تجاوزت أكثر من ثلاثة كيلو مترات تقريبًا مشيًا على الأقدام إلى داخل الوادي، على أمل الوصول إلى البرك المائية التي توجد فيه، إلا أن الوقت كان غير مناسب لمواصلة المسير، وكذلك الاستعداد كان غير مناسب لهذه المغامرة؛ فقررنا الرجوع والاكتفاء بماتعة الطبيعة والتنوع الجيولوجي للصخور في الوادي ومناظر الجبال على ضفتي الوادي؛ حيث توجد عدة أنواع من الأشجار الجبلية فيه، كأشجار السدر، والسمر، والشوع، والقفص، والسيداف، وغيرها من الأشجار المعروفة محليًا في سلطنة عُمان.

إنَّ تلك المناظر الطبيعية الخلابة تعطي جمالية رائعة لهذا الوادي الممتد من قمم جبال سلسلة الجبل الأخضر إلى ولاية إزكي مرورًا بالمنطقة الواقعة بين بلدة العافية بوادي بني رواحة التابعة لولاية سمائل ومنطقة مخططات الرحاب التابعة لولاية إزكي، وهو من الأودية التي يرتادها عدد كبير من محبي المغامرة وتسلق الجبال وصولًا إلى منطقة المناخر بولاية الجبل الأخضر، وهو -من وجهة نظرنا- من المشاريع السياحية الناجحة إذا ما تم الاهتمام بها والاستثمار فيها رغم توقع الكلفة العالية في إنشاء وسائل النقل بما تسمى “بالتلفريك”، مع بقاء المسار الحالي لمحبي المغامرة للمشي وتسلق الجبال والاستمتاع بجمال الطبيعة، مع توفير بعض الخدمات الأساسية اللازمة في بداية الرحلة، وإمكانية دراسة توفير بعض الخدمات الأخرى حسب الظروف الخاصة بطبيعة المكان.

ثم ختمنا تلك الرحلة القصيرة في وادي حلفين التي استغرقت أكثر من ثلاث ساعات بالجلوس تحت إحدى أشجار السدر الوارفة الظلال؛ وذلك لأخذ استراحة قصيرة لتناول القهوة مع التمر وبعض الفواكة، ثم انطلقنا بعد ذلك لمحطتنا الثانية التي سوف تكون لحارة العين الأثرية ببلدة إمطي التابعة لولاية إزكي.

للحديث عن الرحلة بقية، وسوف نتحدث عنها في الجزء الثاني بحول الله تعالى.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights