إنا لله وإنا إليه راجعون

يعقوب بن حميد بن علي المقبالي
لا نملك إلا أن نقول – إنا لله وإنا إليه راجعون – في فقيد قائد البلاد والأب الحنون ورجل السلام جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم رحمه الله واسكنه فسيح جناته.
ياقائدي الجميع حزن عليك قلوبنا حزينه واعيننا تهل دموعها، قوانا لم تساعدنا على الوقوف بعد سماع الخبر المؤكد بوفاتك رحمة الله عليك سلطان البلاد والقائد المفدى.
غفر الله لك ياسيدي بعد أن جعلت عُمان في قمة الجمال والهيبة بين الدول فأنت اخذت بيديك الكريمتين زمام مبادرات السلام التي حققت للبلاد معنى دار السلام ولشعبك الإستقرار فهم رافعين جباههم في أي مقصد يقصدوه.
نعم قابوس جعل عمان دار الأمن والأمان فكل من عاش في عهده الميمون يلاحظ بأنه مؤمن على نفسه وعلى اهله وبيته، كما أن جلالة السلطان قابوس رحمة الله عليه وجعل مثواه الأخير روضة من رياض الجنة، استطاع بحنكته وعقله الراجح وتخطيطه السليم أن يجعل سلطنة عمان تساير الدول المتقدمة فهو دائما يعمل لصالح المواطن، ولجميع شعوب العالم ولديه حسن التعامل في جميع المواقف يعمل بصمت ويخطط لمستقبل بلاده ولكن بدون أن يعلن عن اعماله وتخطيطاته فهو لا يعمل لأجل الشهرة او المدح او اشهاره إعلاميا.
رحلت عنا ياقابوس المفدى وقلوبنا معك تتذكر منجزاتك العظيمة في ربوع الوطن فأنت عممت نهضتك في المدن والقرى في الوادي وفي قمم الجبال فكيف لا تنعصر القلوب عليك ألماً ستفقدك عمان وشعبها خاصة وسيفقدك العالمين العربي والإسلامي عامة.
إن فراقك أثر علينا وعلى أطفالنا الذين تعايشوا مع نهضتك المباركة ورددوا اسمك ياقابوس فتحيا لنا، ولكن عن أمر الله لا محال فكلنا سائرون خلفك ياقابوس إلى الموثى الذي سرت فيه.
نسأل الله تعالى أن يغفر لك ويرحمك ويجعل قبرك روضة من رياض الجنان وأن يوسع مدخلك ويسكنك بجوار سيدنا وحبيبنا محمد صل الله عليه وسلم في جنات الفردوس الأعلى.