2024
Adsense
أخبار محلية

بدء أعمال المؤتمر الوزاري العالمي الثالث رفيع المستوى حول مقاومة مضادات الميكروبات

مسقط – النبأ

بتكليف سام من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – رعى صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد بن طارق آل سعيد – رئيس مجلس محافظي البنك المركزي العماني – اليوم (الخميس) بفندق كمبنسكي حفل افتتاح أعمال المؤتمر الوزاري العالمـي الثالث رفيع المستوى حول مـقاومة مضـادات الميكروبات المقبل الذي تستضيفه سلطنة عمان لمدة يومين.

شهد حفل الافتتاح حضورا رفيع المستوى من عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة من داخل السلطنة ، إضافة إلى مشاركة أكثر من (30) وزيرا وممثلين لأكثر من (40) دولة من دول العالم المختلفة يمثلون صحة الإنسان والصحة الحيوانية والبيئة .

كما يشارك في المؤتمر مديرو عموم ورؤساء وممثلي : مجلس الصحة لدول مجلس التعاون ، ومنظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، وبرنامج الأمم المتحدة لصحة البيئة ، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة. وصانعو السياسات، ونخبة من الخبراء العالميين في المجال من الجانب الصحي والحيواني والبيئة والاقتصاد والزراعة، وممثلين من القطــاع الخاص والمجتمع الــمدني ومؤسسات البــحث العــلمي والمنظــمات العــالمية ذات الـصلة .

تضمن برنامج الافتتاح العديد من الفقرات منها كلمة لمعالي الدكتور هلال بن علي السبتي – وزير الصحة – قال فيها : تشير التنبؤات العلمية إلى أنه في حال لم يتخذ أي إجراء بحلول عام 2050، فمن الممكن أن تؤدي مقاومة مضادات الميكروبات إلى وفاة ما يصل إلى عشرة ملايين شخص سنويًا، وإلى انخفـاض في الناتـج المحلي الإجمالي السنوي بنسبة 3.8٪، ودفع ما يصل إلـى 28 مليون شخص إلى الفقر.

وأضاف : لقد فاقمت جائحة كوفيد ١٩ ظاهرة الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية وأبرزت أهمية الجاهزية والاستعداد للفاشيات والجوائح، والتي من ضمنها تفعيل الوقاية ومكافحة العدوى ورفع الكفاءة التشخيصية للمختبرات ووضع السياسات وتفعيلها حول الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية؛ لذا فإن العالم يمر بمرحلة حرجة تستوجب منا جميعا أفرادا ومؤسسات وحكومات ومنظمات توحيد الجهود من أجل التصدي لخطر انتشار الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية تحت نهج “الصحة الواحدة”.

وتطرق معاليه إلى الحديث عن الجهود الوطنية التي تبذل لمواجهة هذه المشكلة حيث قال : قطعت سلطنة عمان في السنوات الماضية شوطا كبيرا من أجل التصدي لهذه الظاهرة؛ وإن إقامة هذا المؤتمر لهو دليل على الاهتمام الكبير الذي توليه حكومـة مولانــا حضــرة صاحــب الجلالـــة السلطان هيثـم بن طارق المعظم للتصدي لهذا الخطر. ومن أهم الإنجازات في هذا المجال إعداد الإستراتيجية الوطنيــة لمقاومـــة المضـــادات الحيويـــة؛ من أجل توحيد الجهـــود بين كافـــــة القطاعـــات العامــة والخاصة، ونظام الترصـد الوطني، وتعزيز القدرات التشخيصية، ونشر الوعي المجتمعي حول مقاومة المضادات، كما كان لسلـطنة عمان دور “قيادي” في استصدار قرار وضع إستراتيجية عالميــة للوقايــة ومكافحــة العدوى من الجمعية العمومية للصحة هذا العـــام 2022.

ثم تطرق معالي وزير الصحة إلى الحديث عن بيان مسقط الـوزاري موضحا بأنه سيكون المخرج الرئيس لهذا المؤتمر، والذي سيتضمن وللمرة الأولى على مؤشرات لمتابعة استهلاك المضادات الحيوية في الصحة البشرية والحيوانية والغذاء؛ من أجل متابعة تنفيذ الخطط العالمية والوطنيــة ضمن إطــار الصحة الواحدة.

وقال : لقـد عقدنا في إطار التحضير لبيان مسقط اجتماعا تشاوريا مع الدول الأعضاء في كل من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم الزراعة والغذاء للأمم المتحدة ، حضره ممثلون من أكثر من 100 دولة، كما فـُتح باب إبداء الرأي لجميع الدول؛ لإعطاء ملاحظاتها على الإعلان، ونأمل من زملائنا أصحاب المعالي وزراء ورؤساء وفود الدول المشاركة في هذا المؤتمر المساعدة في تبني هذا البيان.

من جانبه أكد معالي الدكتور سعود بن حمود الحبسي – وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه – في كلمته بالمناسبة على أن استضافة سلطنة عُمان لهذا الحدث الهام تأتي متسقة مع مساعيها لمشاركة دول العالم في مواجهة التحديات التي تؤثر على أمنها الغذائي والصحي، بما يتوافق مع إستراتيجيات التنمية المستدامة 2030.

موضحا معاليه بأن جهود سلطنة عُمان ارتكزت على الوقاية من انتشار مقاومة المضادات الحيوية ومكافحتها في محورين أساسيين تمثل الأول منهما في : تبني سلطنة عُمان السياسات والتشريعات واللوائح والمواصفات التي تضمن صحة الحيوان وسلامة الغذاء، وتعزيز منظومة المخاطر الغذائية، واتباع برامج التقصي الوبائي، وممارسة النهج الوقائي والتحصين والتوعية لكافة شرائح المجتمع، كما يشمل التأهيل ورفع كفاءة الموارد البشرية والمختبرات والمحاجر والمنشآت الغذائية التي من شأنها أيضا ضمان سلامة وجودة منتجات الغذاء والأعلاف، وتتعدى هذه الجهود مجال الأمن الحيوي وسلامة الغذاء إلى نطاق جودة الغذاء والأطعمة المغذية والتي تقوم بدور مهم في إحداث تغيرات سلوكية غذائية تساهم في مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات.

أما المحور الثاني فيتناول الإجراءات التنفيذية الخاصة بحظر استخدام المضادات الحيوية المحفزة للنمو وحظر استخدام بعض المضادات الحيوية العلاجية، بالإضافة إلى برامج التوعية المرتبطة بأسباب وآثار هذه الظاهرة على الأمن الغذائي، بما في ذلك زيادة الوعي لاتباع الممارسات الجيدة في جميع مراحل إنتاج وتجهيز الأغذية الحيوانية والنباتية المصدر، والعمل على رفع كفاءة المتخصصين من الأطباء البيطريين والفنيين بالتدريب المستمر ورفع كفاءة المختبرات والمحاجر البيطرية، والتركيز على سياسات الطب الوقائي والتحصين للوقاية من الأوبئة الحيوانية والأمراض المشتركة، وتوعية المنتجين بتطبيق اجراءات الأمن الحيوي وتحسين نظم الإدارة والإنتاج.

وقال معاليه : بما أن البحث العلمي والابتكار مُمكّن رئيس في كافة المجالات المتعلقة بمقاومة المضادات الحيوية ؛ لذا فإن سلطنة عمان تولي جُلّ اهتمامها بهذا الجانب، بما يساهم في الحد من انتشار مقاومة المضادات الحيوية وتطوير أساليب الوقاية والعلاج من الأمراض التي تسببها الميكروبات.

وأضاف : لعــل أهــم مــا يمكــن التركيــز عليــه فــي هــذه المرحلــة، هو تسريع وتيرة التعامل مع هذا الخطر العالمي، وعلى كافة المستويات الوطنية والإقليمية وصولا للشراكة العالمية، وهذا الأمر يتطلب التزاما سياسيا لتطبيق المعايير والمبادئ التوجيهية الدولية، وتطوير التشريعات الوطنية المناسبة.

كما شارك معالي إيرنست كويبرز – وزير الصحة والرعاية والرياضة بمملكة نذرلاندز – بكلمة قال فيها : لقد أثرت مشكلة مقاومة المضادات بشكل مباشر على أحداث الاستدامة في السنوات السابقة ، وقد حاولت نذرلاندز محاربة المضادات الميكروبية والعمل على تحسين السياسات في الدول الأخرى.

مشيرا إلى أنه خلال المؤتمرين السابقين اللذين أقيما في دولة نذرلاند رسمت سياسات وقوانين لمضادات الميكروبية ولكن لا زال على المنظمات الدولية التركيز والاهتمام بهذا الجانب بشكل أكبر ؛ فالمضادات تعد مشكلة كبيرة وتتطلب تظافر جهود الجميع لمواجهتها ، بالإضافة إلى مساندة الدول المتأثرة في هذا المجال.
مؤكدا على ضرورة أن يكون المؤتمر نقطة انطلاق لتحقيق باقي الأهداف على مستوى العالم.

تضمن البرنامج كلمات أخرى منها كلمة لمعالي شو دونيو – مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة – أشار فيها إلى أن مشكلة مقاومة مضادات الميكروبات تعد أكبر تحد تواجهه الصحة العالمية حيث تؤثر على الصحة العامة والبيئة والإنسان والأمن والسلامة الغذائية والنمو الاقتصادي وعلى الرفاهية المجتمعية.

مؤكدا على أن مواجهة المضادات تحتاج إلى أسلوب عمل موحد لتحقيق الأهداف حتى لا تكون هنالك ازدواجية في العمل.

وأضاف : أن 70% من المضادات تستخدم للنباتات وللحيوانات وتعد هذه النسبة غير متكافئة المضادات الميكروبية لذلك يتطلب من الجميع التكاتف والتضامن مع الدول لتحقيق أهداف الأمم المتحدة وعلاوة على ذلك أن هذه الجهود تتطلب اتخاذ إجراءات لضمان المستقبل للبيئة والمجتمع.

أما معالي الدكتور تيدروس أدهانوم غبريسوس – مدير عام منظمة الصحة العالمية – فأكد في كلمته على خطورة مشكلة مقاومة مضادات الميكروبات التي تعد واحدة من أكثر التهديدات الخطيرة في الوقت الحالي ، وأنها لم تحصل على الاهتمام الذي تستحق رغم أنه لا يمكن تجاهلها لآثارها الواضحة على الصحة والتطور الاقتصادي .

معربا عن أمله أن يساعد هذا الاجتماع ويمهد الطريق إلى تعاون مجتمعي ووزاري لمقاومة مضادات الميكروبات وهي الطريقة لمعالجة مشكلة مقاومة مضادات الميكروبات.

وبدورها أشارت معالي مونيك إليوت – المديرة العامة للمنظمة العالمية لصحة الحيوان – في كلمة لها إلى أنه منذ إطلاق الخطة العالمية لمواجهة مقاومة ميكروبات المضادات عام 2015 ؛ فإن الكثير من المنظمات قد بذلت جهودها لمواجهة هذه المشكلة ، والآن على الجميع بذل جهود موحدة لمواجهة هذه المشكلة وذلك للمحافظة على النظام الصحي وتعزيز التعاون بين القطاعات الأخرى.

مؤكدة على أنه إذا لم يعمل الجميع معا ولم يغيروا سلوكياتهم فإنه بلا شك لن تتحقق النتائج المرجوة.

كذلك شارك معالي كريس فيرن – نائب رئيس وزراء مالطا وفريق القادة العالميين المعني بمقاومة مضادات الميكروبات– بكلمة أعرب فيها عن امتنانه للتنظيم الرفيع المستوى الذي حظي به المؤتمر في مسقط، وقال ندرك جميعا أهمية مقاومة المضادات التي لم يقتصر ضررها على الإنسان فقط بل إنها تصيب الحيوان أيضا، مؤكدا على أن أحد الأسباب التي أدت إلى هذه المشكلة هي عدم وجود جهود متضافرة، وعدم تقدير فداحة هذا الموضوع في الوقت الحالي.

وأضاف نحتاج إلى مراقبة صحة الإنسان والحيوان والنبات وكذلك البيئة، وبالنيابة عن القادة العالميين في هذا الاجتماع فإننا لسنا هنا فقط لنتحدث عن جهود القطاعات الصحية، بل عن القطاعات الزراعية والقطاع الحكومي والخاص ومؤسسات المجتمع المدني لنساعدهم على الربط وبناء علاقات جميعا، وهذا ما تبنته سلطنة عمان بتنظيمها لهذا المؤتمر.

وقال : إن جوانب المضادات الميكروبية متعددة مما يتطلب إيجاد حلول متعددة لمواجهة هذا التحدي الصحي ويحتاج أن نتقدم بذكاء والخطط الوطنية هي ما نحتاجه لنبدأ، وهي مهمة جدا لا سيما المستشفيات والعيادات، ويتوجب وجود خطة وطنية، ينفذها أبطال الميدان حتى نصل إلى تحقيق الأهداف التي نرمي من خلالها إلى تقليل المضادات الميكروبية؛ كما علينا أن نرسل رسالة توعية من خلال هذه الخطة الوطنية للأفراد والمزارعين وغيرهم، ويعد هذا الاجتماع مثالا حيا لهذه الأهمية يؤدي إلى تحقيق أهداف الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العمومية للأمم المتحدة في عام ٢٠٢٤.

واستطرد قائلا: كما سيكون هناك اجتماع قادم أيضا ولكن في عام ٢٠٢٤ للجمعية العمومية لمنظمة الصحة العالمية حول المضادات وسوف يقيّم ما توصلنا إليه من نتائج، حيث ترسى القواعد والأساسيات الرئيسة في هذا الاجتماع في مسقط، وهذا ما سينقلنا للمستبقل، ونحتاج لمنهج صحي موحد لمقاومة المضادات الميكروبية، وسوف نخرج بنتائج إيجابية فشكرا لسلطنة عمان على هذا الاجتماع.

تضمن برنامج الافتتاح أيضا كلمة مسجلة لمعالي إنغر أندرسون – المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة – أكدت فيها على أن المشكلة معقدة عالميا ومن الضرورة الأخذ بعين الاعتبار التغير المناخي والتلوث ، فلا يمكن أن تناقش أو تحل هذه القضية من غير الأخذ بهذه المشاكل، مشيرة إلى أن المؤتمر يدل على الحرص من أجل حل مشكلة مقاومة مضادات الميكروبات ، وهذا يتطلب مقاربات وطنية وعالمية ويجب تعاون كل الحكومات لتحقيق هذا الهدف ، ويجب أن نرى تغييرات في سياسات صانعي القرارات.

شهد الاجتماع كذلك إطلاق منصة الشراكة المتعددة الأطراف بشأن مقاومة مضادات الميكروبات بواسطة التحالف الرباعي لمتابعة مقاومة المضادات الحيوية .

تهدف منصة الشراكة متعددة الأطراف بشأن مقاومة مضادات الميكروبات لتحفيز حركة عالمية لاتخاذ تدابير لمواجهة مقاومة مضادات الميكروبات وذلك من خلال تعزيز التعاون بين مجموعة متنوعة من الأطراف المعنية بكافة المستويات ضمن نطاق الصحة الواحدة، كما تسعى المنصة إلى ضمان حاضر ومستقبل أكثر صحة واستدامة ومرونة يكفل حصول الجميع على مضادات الميكروبات كأدوية منقذة للحياة بالغة الأهمية .

المؤتمر تنظمه حكومة سلطنة عمان ممثلة بوزارة الصحة ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بالتعاون مع مجلس الصحة لدول مجلس التعاون والمجموعة الرباعية المشكلة من الأمم المتحدة لمتابعة مقاومة المضادات الحيوية (منظمة الصحة العالمية، المنظمة العالمية لصحة الحيوان، برنامج الأمم المتحدة لصحة البيئة ، منظمة للأغذية والزراعة للأمم المتحدة ) .

يأتي تنظيم هذا المؤتمر متابعة لنجاح المؤتمرين الوزاريين السابقين ، اللذين عقدا في مملكة نيذرلاندز عامي 2014 و 2019 ، وشاركت فيهما السلطنة بوفد ترأسه معالي وزير الصحة بمشاركة ممثل عن وزير الثروة الزراعية والسمكية وموراد المياه ، وكان لمخرجاتهما أهمية كبيرة في العمل العالمي لمجابهة خطر انتشار مقاومة المضادات الحيوية، وقد أبدت السلطنة أثناء مشاركتها الفاعلة في هذه الاجتماعات ؛ رغبتها في تنظيم واستضافة المؤتمر الثالث، وهو الأمر الذي لاقى ترحيبا كبيرا من الدول والمنظمات المشاركة نظرا لسمعة السلطنة في المبادرات الهادفة التي تصب في مصلحة الإنسان ورفاهيته واستمرار التنمية العالمية .

وتعد إقامة المؤتمر في سلطنة عمان نقلة كبيرة ليشمل أقاليم أخرى خارج القارة الأوروبية ونشر للتجربة والاستفادة من الإجراءات التي اتخذت في تلك الدول وساعدت كثيرا على التخفيف من انتشار الميكروبـات المـقـاومة للمـضـادات وآثـارهـا السـلـبية على الصحــة والاقتـصـاد.

البرنامج العلمي للمؤتمر يتضمن جلسات نقاشية بين الوزراء المشاركين والمنظمات تتطرق لما أنجز حتى الآن من حراك للسيطرة على الوباء الصامت لمقاومة المضادات والتحديات والفرص المتاحة للسيطرة على الانتشار وتخفيف الآثار السلبية لها على صحة البشر والحيوانات والاقتصاد والنمو والتطور العالمي. ويتخلل جلسات النقاش استعراض التجارب الناجحة من الدول المشاركة ، وتبادل الخبرات والآليات المتبعة للاستجابة بمنظومة الصحة الواحدة.

وقد شهد المؤتمر هذا اليوم (الخميس) عقد جلسات متوازية بإدارة خبرات عالمية ومشاركة دولية ومن منظمات مختصة ناقشت أربعة محاور مهمة حول: تفعيل خطط الاستجابة على مستوى الدول ، الترصد للمقاومة بمنظومة الصحة الواحدة التي تشمل الإنسان والحيوان والبيئة ، الحراك السياسي والموارد المالية ، البحث والابتكار .

أما برنامج المؤتمر ليوم غد (الجمعة) فسيبدأ بتقديم إيجاز عن محاور الجلسات الأربع والتوصيات ، يعقبها نقاش وزاري حول المقترحات التي ستضمن ضمن تقرير المؤتمر للمتابعة ، ومـن ثم سيستعرض إعـلان مسقط كمــخــرج من هذا المــؤتمر والتوقــيع علــيه من الدول الــمــؤيدة .

المؤتمر يعد فرصة لتحفيز الحوار التفاعلي حول أهمية نهج “الصحة الواحدة” للتصدي لوباء مقاومة مضادات الميكروبات ، ومن هنا جاء شعار المؤتمر ليكون’’ مقاومة مضادات الميكروبات: من السياسة إلى إجراءات الصحة الواحدة”، وهو يصبو إلى تسريع وتيرة التعامل مع مقاومة مضادات الميكروبات على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية وتعزيز التعاون الدولي.

يسعى المؤتمر إلى تحقيق العديد من الأهداف منها: تعزيز أهمية الالتزام السياسي بنهج “الصحة الواحدة” في التصدي لوباء مقاومة مضادات الميكروبات ، تسليط الضوء على دور البيئة في انتشار مقاومة مضادات الميكروبات وأهمية المراقبة والرصد لكل من مقاومة مضادات الميكروبات واستخدام مضادات الميكروبات في المجالات الثلاثة (الإنسان والحيوان والبيئة) ، تبادل الخبرات والتجارب الناجحة في تنفيذ نهج “الحكومة الواحدة” والصحة الواحدة للتخفيف من خطر مقاومة مضادات الميكروبات ، إيجاد فرص للتعاون والشراكة بين البلدان والمنظمات الدولية لمعالجة مقاومة مضادات الميكروبات في سياق أهداف التنمية المستدامة.

وكانت سلطنة عمان قد أكملت جاهزيتها واستعدادها لاستضافة هذا الحدث وانعقاده على أرضها ، وضمن هذا الإطار أولت وزارتا الصحة والثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه المؤتمر الاهتمام البالغ من حيث التحضير المبكر والإعداد الجيد له وتوفير الدعم الكافي للمشاركين وذلك بالتنسيق مع الجهات المسؤولة ، حيث بدأت السلطنة منذ عام تقريبا الاستعداد لتنظيم واستضافة هذا المؤتمر بالتنسيق مع الدول والمنظمات والجهات العلمية ذات الصلة وذلك لضمان أن يكون المحتوى والمخرجات هادفة وإضافة مهمة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي لمواجهة مخاطر مقاومة الميكروبات.

وفي هذا الخصوص شكلت لجنة إشرافية للمؤتمر تضم كل من معالي وزير الصحة ومعالي وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ومعالي وزير الإعلام وسعادة رئيس هيئة البيئة وأصحاب السعادة: وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية ووكيل الشؤون الصحية بوزارة الصحة ووكيل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه للزراعة للإشراف على إجراءات تنظيم المؤتمر ، وإقرار البرنامج ومخرجات المؤتمر ، والتواصل مع وزراء الدول المشاركة ، وبحث التفاصيل المتعلقة ببيان مسقط كمخرج أساسي للمؤتمر .

كذلك شكلت اللجنة التنظيمية للمؤتمر برئاسة المدير العام لمراقبة ومكافحة الأمراض في وزارة الصحة وممثلين من كل من وزارة الصحة ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ومجلس الصحة لدول مجلس التعاون ، ونسقت اللجنة كافة الجهود التنظيمية للمؤتمر ووضعت البرنامج والمخرجات وناقشت ذلك مع الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة والجهات الأخرى المشاركة ، فضلا عن اللجان وفرق العمل الفرعية المختصة بالأمور التنظيمية والإدارية والإعلامية المختلفة ، والتي تجهز جميعها وتعد لاستضافة الاجتماع وتهيئة عوامل النجاح لأعماله .

يذكر بأن موضوع مقاومة المضادات الحيوية يلاقي اهتماما كبيرا على المستوى الدولي والمحلي، ومن هنا تأتي أهمية المؤتمر للاستفادة من التجارب العالمية، وأيضا وضع تصور الدول للحلول ورفعها للمنظمات الدولية والأمم المتحدة والانتقال من وضع السياسات إلى حراك وحوكمة مؤطرة بمؤشرات للمتابعة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.

ومن أهم المخرجات المؤمل الخروج بها من المؤتمر: بيان مسقط بشأن تسريع إجراءات “الصحة الواحدة” حول مقاومة مضادات الميكروبات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030. والموافقة على المؤشرات المقترحة لمتابعة استهلاك المضادات.؛ ومن المؤمل أن يرفع إعلان مسقط للنقاش في الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2024 بشأن مقاومة مضادات الميكروبات.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights