الصحة تنظم حلقة العمل التعريفية الأولى بخدمات صحة المراهقين والصحة الجامعية
مسقط – النبأ
تصوير ــ عبدالفتاح الغافري
تحت شعار ( نحو جيل ذا نمط حياة صحي ) بدأت اليوم ( الاربعاء ) بفندق أفاني ـ مسقط ـ حلقة العمل ” التعريفية الأولى بخدمات صحة المراهقين والصحة الجامعية التي تنظمها وزارة الصحة ممثلة بالمديرية العامة للرعاية الصحية الأولية – دائرة الصحة المدرسية والجامعية وتستمر ليومين ، وذلك تحت رعاية سعادة الدكتور بخيت بن أحمد بن سهيل المهري وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار للتعليم العالي ، وبحضور سعادة محمد بن سيف الحوسني وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية وعدد من المسؤولين بوزارتي الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وممثلي من منظمة الصحة العالمية ومن صندوق الامم المتحدة للسكان.
والقى الدكتور سعيد بن حارب اللمكي مدير عام للمديرية العامة للرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة كلمة أوضح فيها أن مرحلة المراهقة تعتبر من أهم المراحل العمرية التي يمر الانسان بها ، وتؤثر في نموه من الناحية البدنية والنفسية والاجتماعية ، وانها تمتد من سن 10-19 سنة وتتشكل من خلالها شخصية الفرد وسلوكياته ، كونها تعد مدخلا رئيسيا ومهما لحفظ الصحة وتعزيزها ، وانه من هذا المنطلق تم ادراج مجال صحة اليافعين والشباب كأحد مجالات الخطة الخمسية الثامنة التابعة لدائرة الصحة المدرسية والجامعية للنهوض بصحة اليافعين والشباب .
واضاف اللمكي بانه تم دعم هذا المجال من خلال إنشاء قسم خدمات الصحة الجامعية والمراهقين ، الذي يهدف الى تعزيز انماط الحياة الصحية لدى المراهقين في جميع محافظات سلطنة عمان من خلال رفع مستوى الوعي للسلوكيات الصحية الخاصة باليافعين والشباب، والى تعزيز دور الرعاية الصحية الاولية ودور الجامعات في تقديم الخدمات الصحية الخاصة باليافعين والشباب ، كما يقوم القسم بالاشراف على الخدمات والبرامج الوقائية في مجال صحة المراهقين والصحة الجامعية.
وقال مدير عام الرعاية الصحية الاولية بوزارة الصحة بأن المجتمع العماني يعد من المجتمعات الفتية ، حيث أن فئة المراهقين والشباب تعد بحوالي 19% من إجمالي عدد السكان العمانين. ، وان الوزارة قامت بالتخطيط لعدد من البرامج الصحية لمؤسسات التعليم العالي منها مبادرة المؤسسات التعليم العالي المعززة للصحة ، ومشورة الشباب حيث تم عمل أدلة عملية لهذين البرنامجين ، كما ان العمل جاري حاليا لإعداد دليل الصحة النفسية لطلبة مؤسسات التعليم العالي، كما قامت الوزارة بالتعاون مع المديرية العامة للمؤسسات الصحية الخاصة بعمل اشتراطات التراخيص للعيادة الجامعية وترخيص مزاولة المهنة للعاملين فيها.
في ختام كلمته اوضح أنه تم رصد أهم عوامل الخطورة في المسح الوطني للأمراض الغير معدية الذي اجري في عام 2017 وهي السمنة وزيادة الوزن والسكري والكوليسترول وضغط الدم ، حيث بلغت الفئة المستهدفة 9053 من سكان سلطنة عمان ، وبلغت نسبة المصابين بالسمنة من الفئة المستهدفة 30.7 % بينما 35.5% يعاني من الوزن الزائد . ويعاني 15.7 % من السكر و 35.5 % من الكولسترول. كما رصدت الدراسة بان نسبة 33.3% يعانون من الضغط. وبينت الدراسة ايضا ما نسبتة 8.5 % هم من متعاطي التبغ. علماً بأن عينة الدراسة من عمر 18 فما فوق.
بعدها القى سعادة الدكتور جان يعقوب جبور ـ ممثل منظمة الصحة العالمية في سلطنة عمان كلمة قال فيها : أن منظمة الصحة العالمية تسعى بمساعدة الدول الاعضاء إلى الارتقاء بصحة المراهقين والشبا ب إلى أعلى مستوى ، ونمائهم في عالم يلبي احتياجاتهم ويحترم حقوقهم ويمكنهم من العيش لتفجير كامل طاقاتهم،/ تماشياً مع مرامي أهداف التنمية المستدامة/ ذلك ألننا نعتقد أن مستقبل المجتمعات/ يعتمد على الفرص المتاحة أمام الاطفال والمراهقين والشباب لبلوغ مستوى مثالي من النمو الجسدي والنماء النفسي .
واضاف سعادته أن هذه الفئة بالمجتمع في الحقيقة تواجه العديد من التحديا ت التي تؤثر على صحتها / مما يحتم وضع البرامج والسياسا ت والخدمات التي تلبي احتياجاتها/ ففي حين أنه من بين كل ستة أشخاص / هناك شخص يتراوح عمره بين 10 و19 عاماً/ فقد شهد عام 2020 وفاة أكثر من 5.1 مليون مراهق وشاب تراوحت أعمارهم بين 10 أعوام و24 عاماً / أي ما يقر ب من 5000 مراهق وشاب يومياً / وقد شكلت الإصابات ( ومنها الناجمة عن حوادث المرور على الطرق والغرق (والعنف وإيذاء النفس والامراض المعدية مثل العدوى التنفسية والامراض النفاسية أهم الأسباب الرئيسية التي تودي للوفاة .
واشار سعادة جون جبور بأن فترة المراهقة والشباب تعد هي مرحلة تطبعها تغييرا ت جسدية ونفسية كبرى ، فضلا عن تغييرات في التفاعلات والعلاقات الاجتماعية / مما يؤثر بشكل عميق على الصحة حاضرا ومستقبلا ، / وعليه فإن الاستمار الصحيح في هذه الفئة العمرية هو بلا شك استثمار في بناء مستقبل أفضل وسليم .
وان المرهقون والشباب يواجهونا في ايامنا مخاطر وضغوطات ربما لم تواجه الأهل قبلهم / فهم يتلقون رسائل متناقضة حول كيفية اتخاذ القرارات الصائبة التي تؤثر على صحتهم / خصوصا مع الانتشار الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي / لذلك تقع على عاتقنا نحن المهتمين بصحة الشباب مسؤولية الاستفادة من كل فرصة متاحة لجذب الاهتمام والحفاظ على المراهقين والشباب / مما يتحتم علينا العمل على وضع السياسات وتوظيف كل الادوات المتاحة ومن بينها وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق الهدف والعمل على توفير بيئة صحية تضمن حماية وترقية صحة الشباب .
وقدم الدكتور ناصر بن سليمان السلماني ـ مدير دائرة الصحة المدرسية والجامعية بوزارة الصحة لمحة عامة عن خدمات الصحة المدرسية والجامعية التي تقدمها الوزارة حاليا ، واستعرضت بعدها الدكتورة شمسة بنت أحمد الحارثية ــ ممثلة قسم خدمات الصحة الجامعية بدائرة الصحة المدرسية والجامعية بوزارة الصحة نتائج دراسة معارف واتجاهات وممارسات الأنماط الصحية لدى طلبة مؤسسات التعليم العالي.
الحلقة استهدفت مشاركة فئتين من العاملين بمؤسسات التعليم العالي وروؤساء وعمداء مؤسسات وزارة التعليم العالي الذين سيحضرون الجزء المتضمن لاستعراض أدوات الحوكمة التي تم وضعها بالشراكة مع الجهات المذكورة أعلاه ، بالاضافة لمشاركة عدد 40 رئيس جامعة/ عميد أو من ينوب عنهم ، ويهدف الجزء الثاني من الحلقة الى مشاركة العاملين الصحيين بمؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة بسلطنة عمان ، بالاضافة الى تدريب حوالي 51 ممرض/ وممرضة /ومقدمي الخدمات الصحية على مبادرة مؤسسات التعليم العالي المعززة للصحة.
تهدف الحلقة الى استعراض نتائج الدراسة التي أجريت بمؤسسات التعليم العالي ، والتي كانت بعنوان ” دراسة الأنماط والسلوك الصحية لطلبة مؤسسات التعليم العالي” والتي ستساعد على التخطيط للبرامج الصحية لطلبة وطالبات مؤسسات التعليم العالي ، كما تهدف الى استعراض أدوات الحوكمة التي تم تطويرها بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ومكتب منظمة الصحة العالمية بسلطنة عمان.
وتضمنت أدوات الحوكمة على وضع استراتيجية لخدمات الصحة الجامعية ، وتطوير أدلة عمل تختص بميادرة تعزيز الصحة بمؤسسات التعليم العالي وعمل دليل آخر لمشورة اليافعين ، وإنشاء قاعدة بيانات تشمل جميع مؤسسات التعليم العالي بسلطنة عمان وما فيها من بنية تحتية وموارد تختص بالخدمات الصحية ، ووضع استمارات للتقييم والمتابعة للزيارات الإشرافية .
هذا .. وتحرص وزارة الصحة على تقديم خدمات صحية ذات جودة ومأمونية عالية للطلبة والطالبات ، كما تحرص على استمراية تقديم هذه الخدمات التي تبدأ من المدارس ولغاية انتقال الطالب الى مؤسسات التعليم العالي وتخرجه الى سوق العمل