متى تتحق أحلام الباحثين عن العمل؟!
يعقوب بن حميد بن علي المقبالي
أحلامنا أصبحت تراودنا بعدما انتهينا من الدراسة في الجامعات والكليات، وكذلك أحلام كل الدارسين بالصف الثاني عشر، ولا يستطيعون مواصلة دراستهم العليا في الجامعات والكليات بسبب ظروفهم العائلية، كرسنا فكرنا وقوتنا في أن ندرس ونؤدي جميع ما علينا من واجبات تجاه الدراسة، ومنا من حصل على درجات عالية في الدراسة، وكانت بالنسبة لبعضهم الحصول على درجات التميز في الدراسة وألقابه.
وبعد ما تركنا كراسي الدراسة بقينا ننتظر تلك الوظيفة، تمضي الأيام والسنين ويتقدم بنا العمر، ولا زلنا نتابع أين سيكون نصيبنا؟ منا من جاءت فرحته ودخل اسمه في أدراج الإختبارات؛ وإذ يتفاجأ بالرد أن هذه الوظيفة تقدم إليها أعدادٌ مضاعفة، أو أنك لم يحالفك الحظ، أو أن درجاتك لم تؤهلك! ومنا من يدخل في النظام وعندما يراجع، يقال له: إن عمرك قد تجاوز السن القانوني! وأحيانًا يتردد على مسامع الباحثين، نصيحتنا لكم أن تفتحوا مشاريع خاصة بكم! فهنا يجدر بنا أن نضع بعض التساؤلات التي تواجه ذلك المتخرج، سواء كان تخرج من الجامعات أو الكليات أو من الدبلوم العام؛ من أين له تلك المبالغ لفتح مشروع لكسب رزقه؟!
إن بقي هذا الحال فإن الشباب سيصبحون عالة على أهلهم، فأولائك من الشباب المتخرجين والده قد يكون متقاعدًا أو متوفى، أو من أصحاب الدخل المحدود؛ فماذا عساهم يفعلون لتلبية متطلبات أبنائهم؟، الشباب هم عماد الأمة؛ فلنحرص على تنمية تلك الأيادي التي باركها الله تعالى في هذا الوطن، وأن نأخذ بأيدهم ونوفر لهم وظيفة لكسب معيشتهم، ومساعدة أسرتهم، ونضمن أننا استطعنا أن نكون بجانب جميع الشباب المتخرجين من الجامعات والكليات، والشباب الذين لم يستطيعوا مواصلة دراستهم العليا.
نعم، راودتنا الأحلام بعد ما صدرت الأوامر السامية بأن يتم إحالة الموظفين في جميع قطاعات الدولة بنسبة ٧٠٪ ممن أكملوا ثلاثين عاماً للتقاعد، هنا حدثتنا أنفسنا بأن “الخير جاي” وأن أبناءنا سيتم توظيفهم، وقد استطعنا أن نأخذ بأيديهم إلى بناء الوطن؛ لينعم فيه المواطن بالرخاء والأمن والسلام والعيش الكريم.
بقينا نتطلع لتلك الفكرة التي تراودنا، سيتم توظيف أبنائنا بعد ما أُحلنا إلى التقاعد بناء على الأوامر السامية لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه- لبناء هذا الوطن مع أبناء شعبه الكريم، وهنا لا أستطيع أن أزيد عن ما يقال في الشارع العُماني (الشعب ينتظر توظيفه)، نعم، توظيفه؛ ليكون الحصن الحصين مع الذين سبقوه في خدمة أرض بلادنا سلطنة عُمان الأبية بكل جد واجتهاد.
وهناك الآلاف المؤلفة من المواطنين ينتظرون الوظيفة، ولا يكاد يخلو بيت من بيوت الشعب العُماني في جميع محافظات سلطنة عمان إلا وبها باحث عن عمل، ولم يجد الفرصة المناسبة مع العلم أنه لا يعيبه شيء، بكامل خلقته ورجاحة عقله وقوة بدنه، ولكن كما اندرج القول “ما شيء نصيب”، فإلى متى أبناؤنا ينتظرون تلك الوظيفة؟! ألا تخافوا عليهم الملل! وقد يتجاوز ذلك إلى أبعد ما نحن نتوقعه! لذا نهيب بكل من له علاقة في التوظيف أن ينظروا نظرة عطف وإنسانية لهذا الشاب والشابة الذين ينتظرون الوظيفة ولا حيلة لهم ولا قوة، حفظ الله بلادنا من أقصاها إلى أقصاها تحت ظل القيادة الحكيمة الهيثمية أعزه الله وبارك في خطاه لخدمة هذا الوطن العزيز وشعبه الأبي، وأن يديم عليه وافر الصحة والعمر المديد .