2024
Adsense
أخبار محلية

سلطنة عُمان تستعد لاستضافة المؤتمر الدولي للتسامح”المؤتلف الانساني والتنمية المستدامة للجميع”

تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالتعاون مع وزارة الإعلام بالسلطنة

النبأ – مصطفى بن أحمد القاسم :

كشفت وزارة الاوقاف والشؤون الدينية صباح اليوم الاثنين خلال مؤتمر صحفي تفاصيل الإستعدادات التي تجريها سلطنة عُمان لإستضافة المؤتمر الدولي بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للتسامح “المؤتلف الإنساني والتنمية المستدامة للجميع والذي تنظمه الوزارة بالتعاون مع وزارة الإعلام وشبكة صناع السلام الدينيين والتقليديين يوم السادس عشر من الشهر الجاري بمسقط ” والذي من المتوقع مشاركة ما يزيد عن 100 عالم ومفكر وداعية اسلامي بحضور معالي الشيخ الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الاوقاف والشؤون الدينية ومعالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام وعدد من المسؤولين بالسلطنة.

وفي بداية المؤتمر الصحفي قال معالي الشيخ الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الاوقاف والشؤون الدينية في ضوء الاهتمام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه – بتعزيز قيم السلام في العالم ونشر قيم التعاون الإنساني والتضامن بين بني البشر والتسامح والوئام على المستويين الفردي والأممي، وإذ دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام ١٩٩٦م الدول الأعضاء للاحتفال بيوم ١٦ نوفمبر من كل عام باعتباره اليوم العالمي للتسامح، تعزيزا للقبول المتبادل والتعايش السلمي بين المجتمعات والمجموعات المختلفة، وذلك من خلال “الأنشطة العلمية والثقافية والفنية أو مجالات الاتصال”. واحتفالا بهذا اليوم، وضمن مشروعي (المؤتلف الإنساني) و (رسالة السلام)، تنظم سلطنة عمان مؤتمرا دوليا يوم الأربعاء بتاريخ ١٦ نوفمبر ٢٠٢٢م، تحت شعار: “المؤتلف الإنساني والتنمية المستدامة للجميع”، ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، بالتعاون مع مجموعة من المؤسسات الحكومية والخاصة في سلطنة عمان، و (شبكة صناع السلام الدينيين والتقليديين) وعدد كبير من المنظمات والمؤسسات الدولية.


وأضاف معالي الشيخ الوزير يأتي (اليوم العالمي للتسامح) هذا العام في وقت يشهد فيه العالم مشاعر من عدم الاطمئنان بسبب الأزمات الدولية المتعددة والمترابطة إلى حد كبير، بما في ذلك جائحة كوفيد ١٩ وتداعياتها، وأزمة المناخ، وآثار الصراعات، وتدهور امدادات الطاقة والأنظمة المالية. وتفرض هذه الأزمات تحديات حقيقية وضغطا على الحكومات في جميع أنحاء العالم، من أجل توفير الاحتياجات الأساسية لمواطنيها، وتنفيذ خطة الأمم المتحدة ٢٠٣٠ وأهدافها السبعة عشر للتنمية المستدامة في العالم.

وقال لقد كشفت الأزمات الدولية عن أنه على الرغم من أن هناك قوانين دولية بشأن حماية الحقوق الأساسية للإنسان مثل حرية التعبير وسبل العيش والتعليم، والقيم المشتركة العالمية للتعايش السلمي وتجريم خطاب الكراهية والمساس بالمقدسات، إلا أن هنالك ضعفا في الالتزام والتنفيذ وأهمية اتباع نهج “إشراك المجتمع بأسره”، وتمكين الفاعلين المحليين والاستفادة من المزايا النسبية للتغلب على الأزمات الحالية والمستقبلية، فلا يمكن تعزيز التسامح والتفاهم المتبادل بين الثقافات والشعوب إلا من خلال الحوار والتعاون.

مشيرا الى أنه ومن هذا المنطلق، يأتي الاحتفال بـ (اليوم العالمي للتسامح) في سلطنة عمان بالتعاون مع (شبكة صناع السلام الدينيين والتقليديين)، ومنظمة الأمم المتحدة، والمؤسسات الأكاديمية، والجهات الفاعلة في المجتمع المدني من حول العالم، للوقوف على التجارب ووجهات النظر، من أجل تقديم حلول للأزمات الحالية والمستقبلية، وتطوير مسارات جديدة وتحويلية لتعزيز التسامح والتفاهم المتبادل والسلام.

ويتضمن المؤتمر العديد من المحاور منها ” من التنظير إلى التطبيق” فالمؤتلف الإنساني، تواصل حضاري ودعم جهود التنمية المستدامة حيث دعت سلطنة عُمان ضمن احتفالها باليوم العالمي للتسامح في ٢٠٢١م القيادات والمؤسسات الدينية لمناقشة القيم الإنسانية المشتركة لدعم وحماية مبادئ التسامح وحقوق الإنسان، من أجل تعزيز مجتمعات عادلة وسلمية. وبناء على نتائج العام الماضي، ستجمع هذه الجلسة التفاعلية الجهات الفاعلة والقيادات والمؤسسات الدينية، ومسؤولي الأمم المتحدة، ومتحدثين آخرين ذوي الصلة، للتباحث حول الخطوات العملية الموجهة لوضع مبادئ المؤتلف الإنساني موضع التنفيذ، من أجل المساهمة في التواصل الحضاري وتحقيق خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ٢٠٣٠ بشكل أوسع.

وكذلك دفع عجلة التنمية المستدامة حيث سيتطلب تحقيق أهداف التنمية المستدامة ٢٠٣٠م اتباع نهج “إشراك المجتمع بأسره”، بما في ذلك الشراكات الشاملة والتعاون عبر القطاعات وعبر الحدود الثقافية والجغرافية، بناء على المبادئ والقيم الإنسانية المشتركة ودور المرأة في تعزيز القيم الإنسانية المشتركة والتنمية المستدامة كون أن قيادة المرأة تعتبر في جميع القطاعات أمراً بالغ الأهمية من أجل النهوض بأهداف التنمية المستدامة بشكل عام وبالهدف الخامس من خطة الأمم المتحدة ٢٠٣٠ بشكل خاص. ستسلط حلقة النقاش هذه الضوء على المبادرات التي تقودها المرأة والتي تعزز القيم الإنسانية المشتركة وتسرع التنمية المستدامة.

بالاضافة الى دور الشباب في ترسيخ القيم الإنسانية المشتركة وريادة التنمية المستدامة كون أن الشباب هم مستقبل القيم الإنسانية المشتركة ورواد التنمية المستدامة، لذا ستجمع هذه الجلسة بين القادة الشباب من مختلف دول العالم، لبناء الوعي وإظهار الاستراتيجيات والمبادرات التي يقودها الشباب والتي تعزز القيم الإنسانية المشتركة والتنمية المستدامة.

البرامج والفعاليات المصاحب
برنامج (صوت الصورة / Photovoice) وبرنامج للشباب وفعالية للأطفال وحملة (اعمل شيئا من أجل التسامح)
بالاضافة الى مشاركة معرض (رسالة السلام) والذي يعتبر معرضاً دولياً ومشروعاً وطنياً يسعى إلى إيصال التجربة الثقافية والحضارية لسلطنة عمان للعالم، من خلال تقديم أنموذج حضاري في التعايش والتفاهم وبناء السلام ومعرض بلوحات فنية توظف الضوء والظل لخلق صور معبرة عن القيم الإنسانية المشتركة.
وقال معالي الشيخ الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الاوقاف والشؤون الدينية أنه وتأكيدا على رسالة سلطنة عُمان في تعزيز ثقافة السلام والتآلف وترسيخ مبادئ الأخلاق والوئام والقيم الإنسانية، تم الإعلان في العاصمة الإندونيسية جاكرتا في العام ٢٠١٩م عن مشروع (المؤتلف الإنساني)، خلال احتفال أممي نظمته سلطنة عمان، بالشراكة مع منظمات دولية بينها الأمم المتحدة، خلال الاحتفال باليوم العالمي للتسامح الذي يصادف السادس عشر من نوفمبر.

ويقوم المشروع على ثلاثة مرتكزات: هي العقل والعدل والأخلاق. ويقترح من خلاله منهج عمل يُقدَّم للعالم “ليعينه على النهوض من جديد واستشراف حياة متوازنة، يعيش فيها الناس على أساس من الكرامة والحقوق الأساسية والأمان النفسي.”

وتتمثل دوافعه الأساسية في الاضطراب الحاصل في العالم بدءا بمشكلات الفقر وحقوق الإنسان وضحايا الصراعات والحروب والتداعي الاقتصادي عبر التدافع الشرس بين الرأسمالية والشمولية والديمقراطية، إضافة إلى اضطراب المفاهيم القيمية والأخلاقية بفعل الانفتاح التكنولوجي الأمر الذي دفع إلى التفكير بعمق في مآلات العلاقات الإنسانية بشكل عام وشكل تلك العلاقات وماهيتها في المستقبل القريب أو البعيد.

ويضع مشروع الإعلان ثلاثة أبعاد ضرورية لإعادة التوازن للعالم الذي نعيشه اليوم هو تحسين حياة البشر عبر تحقيق المستوى الأساسي من الكرامة والحقوق والحفاظ على اللحمة الإنسانية من الفناء والاندثار واعتماد منظومة أخلاقية عالمية تدفع بالناس قدما إلى توحيد التزاماتهم وجهودهم نحو حماية الإنسان والأرض وتحقيق السلام والتعايش والتفاهم. وإنَّ الاختلافات الدينية والثقافية والإيديولوجية لا تمنع، وليست عائقا، عن الإيمان بوجودنا ضمن أرضية مشتركة وقيم متحدة سواء انطلقت من أسس دينية أو غير دينية ورعاية القيم الروحية للإنسان عبر استنهاضها مع إعمال العقل والمنطق والفلسفة وعلم الكلام.
ويركز مشروع الإعلان على ثلاثة موجهات أساسية متعلقة بالسلوك البشري الفردي تتمثل في تعزيز ثقافة السلام والتفاهم واحترام الحياة وتقديرها وطمأنة الناس بالحفاظ على هوياتهم وحياتهم الخاصة وتعميق قيم الشراكة المجتمعية والقيم الاجتماعية.

موضحا ً أن موجهات المشروع فإنها تبتعد عن التصنيفات والاختلافات الطبيعية بين البشر كالدين واللغة والثقافة والهوية، ويركز على فطرة الإنسان السوية دون النظر إلى أي اعتبار آخر، لتكون بؤرة التركيز على المؤتلف الإنساني والمشتركات الإنسانية والقيم المشتركة.
ولا يقصد المشروع إلغاء تلك الاختلافات أو ذوبانها في نمط واحد، بل يسعى نحو تحقيق التكامل بينها في ظل التنوع الإنساني والوصول إلى العلاقات المتوازنة والقائمة على المصالح المشتركة مع الاحترام المتبادل والتقدير للقيم والثوابت التي يؤمن بها أصحابها.

ومشروع معرض (رسالة السلام) يأتي تأكيدا لنهج سلطنة عُمان في نشر ثقافة السلام والوئام، وترسيخا لمبادئها في تعزيز قيم التسامح والتعايش والتفاهم، عملت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في ٢٠١٠م على فكرة إنتاج معرض دولي يعكس ثقافة التآلف والوئام في سلطنة عُمان ، ويعمل على تعزيز الحوار البناء بين مختلف الأديان والطوائف في العالم مع التركيز على تجربة سلطنة عمان الراسخة في التسامح الديني والتفاهم المشترك والتعايش السلمي، فظهرت للعالم أولى لبنات مشروع معرض (رسالة السلام من سلطنة عمان).

مشيراً الى أن معرض (رسالة السلام من سلطنة عمان) قد لاقى فور إطلاقه ترحيباً دولياً وأمميا واسعاً وفي هذا العام فقد كان مجموع ما أقامه المعرض من محطات ١٣٦ محطة: منها ٩٦ محطة عالمية و ٤٠ محطة محلية في سلطنة عمان حيث تم خلال محطاته عقد مؤتمرات واجتماعات وفعاليات متنوعة، كلها تصب في قالب المؤتلف الإنساني وتآلف الثقافات وتعزيز رسالة سلطنة عمان في المجتمع الدولي.

لقد أتاح هذا التنوع الثري لمحطات المعرض بتنوع الدول والثقافات فرصة ثمينة لسلطنة عمان لتعزيز علاقاتها الدولية ونشر رسالتها السامية حول العالم: رسالة السلام المنبثقة من التسامح الديني والتفاهم المشترك والعيش السلمي، ولا يزال المعرض يستقبل طلبات مستمرة لاستضافته في مدن ودول عديدة.
إن نجاح هذا المعرض أكد على أن التعاون البناء بين الأديان والشعوب والثقافات في شتى المجالات وبالرّغم من اختلاف المفاهيم والتصورات ممكن حتى في وقتنا هذا، ومما ساهم في نجاح مشروع المعرض محتوياته التي تعكس الواقع بأسلوب مقنع، وسعيه الدائم نحو رفع مستوى الوعي والتصدي للمفاهيم الخاطئة والمغلوطة وترسيخ الصورة الإيجابية في العالم.

لقد أشاد تقرير الحريات الدينية في العالم التابع لوزارة الخارجية الأمريكية بدور معرض (رسالة السلام من سلطنة عمان) في نشر ثقافة التسامح وتغيير الصور النمطية السلبية في العالم، ولقد دعم المعرض العديد من أعضاء المؤسسات السياسية والبلدية والمجتمعية والتعليمية في كثير من أنحاء العالم؛ فقاموا بأدوار نشطة في تعزيز رسالته وتحدثوا نيابة عنه، ولفتت فعاليات المعرض انتباه البعثات الدبلوماسية للدول العربية والدول الأخرى، مما زاد من وضوح مبادرة سلطنة عُمان ضمن المشهد الدبلوماسي في العالم.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights