قرار رقم 10، سنة 2022 !
يوسف عوض العازمي
” أصحاب الأحلام الكبيرة لا تهمهم متاعب الرحلة، ولكن المهم أن يصلوا”
( فاروق جويدة )
لا أعلم مدى صلاحية الأحلام بالنسبة للإنسان، هل يحق للإنسان من تجاوز خمسين عامًا أن يحلم، هل يعطيه الزمن صلاحية ذلك؟!
كانت الحقائق التي نتداولها أن من يصل عمره فوق الخمسين عامًا فهو إذن ينتظر ساعة المغادرة من هذه الفانية، أو يتصور وقتها الإنسان الخمسيني بانتهاء أحلام الشباب ومآلاتها، ونوازع النفس وتحولاتها، وأيام الهوى، والحس بالأشياء!
جلست مع أحد الأصدقاء نتحدث حول هذه الخمسينية الكئيبة؛ حيث بدأت الحديث: يا الله، لقد وصلنا للخمسين، هل تصدق ذلك؟ (أسأل صديقي)، هل تتذكر عندما كنا نعد الأربعيني عجوزًا على حافة العمر، لقد وصلنا ميناء الخمسين ورست سفننا عليه، هل عيب أن أعترف بخمسينيتي؟
ضحك وهو يناظرني، يا أخي، ما زلت في ريعان الشباب. وقلت: لكني تعديت الخمسين.
قال: عادي جدًا، فهناك من يبدأ حلمه في الستين!
قلت: في الستين!!
قال؛ نعم، أنت ما زلت شابًا، قلت: كيف أكون شابًا يا صديقي؟ وأنا الذي أعرف أن البطاقة الشخصية تظهر عدد سنوات العمر وبكل شفافية… كيف أبدو شابًا يا صديقنا، بل يبدو أنني غادرت مطار الحلم، ولم يعد في العمر بقية تذكر!
قال لي: ما الذي تخطط له؟ قلت: لا أدري، لكن الأكيد أن كل يوم أصبح فيه فائدة، في مثل هذه الأمور على الإنسان أن يشغل نفسه بما يفيده في العبادة ومتابعة أحوال أسرته.
ابتسم وسألني: هل توقفت ساعة الزمن عندك؟
قلت: نستطيع أن نقول ذلك!
ثم سألني: لماذا يغلب عليك التشاؤم؟
قلت: الزمن ومسافاته.
ثم اقترح عليَّ أن يشاركني بعمل صيغة لقرار ملزم لي وله، وأسماه: قرار رقم 10، سنة 2022 م.
فقلت: وما هذا القرار أيها الصديق العزيز؟
قال: تفضل، هذا هو القرار رقم 10 سنة 2022؛ حيث قررنا نحن الموقعين أدناه التالي:
– ألاّ يتوقف الحلم ما دمنا على قيد الحياة..
هذا، وتقبلوا فائق الاحترام ..