تحديات سياحية
محمد علي البدوي
بصفة منظمة السياحة العالمية هي رائدة السياحة حول العالم؛ فقد أكدت أكثر من مرة على مواصلتها تقديم الدعم لكافة الأعضاء لإيجاد حلول للتحديات غير المسبوقة التي يشهدها القطاع السياحي.
تناشد المنظمة كافة الحكومات على تقديم الدعم القوى للسياحة من أجل العودة إلى عهد الانتعاش الذي سبق جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.
مع قرب نهاية العام ٢٠٢٢ تشير المنظمة إلى أن السياحة عند مفترق طرق.
لقد قطع القطاع شوطا طويلا حتى تم تغيير النظرة إليه من أنه مجرد قطاع ترفيهي إلى كونه جزءا أساسيا من التنمية الوطنية والعالمية وركيزة من ركائز الاستدامة.
على الرغم من كون جائحة كورونا كارثة أصابت كل القطاعات في مقتل فإن الجائحة نفسها وفرت فرصة ثمينة لإعادة التفكير بشكل إيجابي وإعادة تنظيم السياحة.
ترغب منظمة السياحة العالمية في استخدام قوة السياحة في العمل على تحفيز القطاع وتنشيطه من خلال استخدام كافة أشكال القوة التي تملكها الصناعة، وقد أكد الأمين العام للمنظمة في كافة المناسبات على أن السياحة ليست مجرد حديث يتشدق به المهتمون بها، بل هي ركيزة أساسية لتحقيق الاستدامة.
وركز الأمين العام على الدور المركزي الذي يضطلع به القطاع السياحي على الصعيد العالمي.
إن السياحة ورغم مواجهتها أزمات لا مثيل لها من قبل؛ فقد استطاعت عبور الأزمات ولو بشكل نسبي، واستبقت غيرها من القطاعات الأخرى في معالجة الكثير من القضايا الملحة حتى تحولت طريقة معالجتها لتلك القضايا إلى مثل يحتذى به.
لقد صممت السياحة على مواجهة الأزمات عن طريق التخفيف من الآثار الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الأزمات المتلاحقة، وقدمت توصيات لشركات الطيران والفنادق لتنزيل الأسعار من أجل إغراء العملاء بالتحرك والسفر، واستخدمت سلطتها المعنوية ونفوذها لدفع الدول والحكومات للسير في هذا الاتجاه.
إن السياحة تمس كل جزء من مجتمعاتنا، وتتمتع بقدرة فائقة على تغيير الحياة وتوفير الفرص للجميع على حد سواء، وتعتمد العديد من القطاعات الأخرى على السياحة بشكل مباشر، وهي أيضا قوة دافعة في حماية التراث الطبيعي والثقافي والحفاظ عليهما.
لقد كان التخلي عن بعض الإجراءات التي أقرتها بعض الدول فور تفشي وباء كورونا من أهم العوامل التي ساهمت في تنشيط السفر إلى هذه الدول.
هذا مجرد نموذج لما يحدث في أثناء الأزمات والكوارث، ومما لا شك فيه أن أزمة كورونا كانت أكبر تحدٍ واجه صناعة السياحة عبر تاريخها، ولولا الإرادة والعزيمة واتحاد العالم لما إستطاعت السياحة عبور هذه الأزمة.
في مواجهة مشكلة عالمية من الضروري أن يعمل المجتمع العالمي نحو حل عالمي، وخاصة إذا كانت المشكلة وباء ينتشر في الهواء من مكان لآخر بكل سهولة؛ ولذلك فإن المجهودات التي بذلت من كافة الدول كانت مثالا على إرادة الإنسان وعزيمته، كما أنها أظهرت أنانية بعض الدول الكبرى واستئثارها باللقاحات المكتشفة، وعدم تقديم العون للدول الفقيرة، ولهذا حديث آخر.
حفظ الله شعوبنا العربية.